علماء ألمان: الخصيتان مصدر أخلاقي للخلايا الجذعية
٢٣ أكتوبر ٢٠٠٨في مواجهة القوانين الألمانية الصارمة التي تحظر استخدام الأجنة البشرية توصل فريق من العلماء الألمان إلى مصدر "أخلاقي" للخلايا الجذعية. يعتقد العلماء أن إنجازهم هذا قد يؤدي إلى توفير مجموعة واسعة من العلاجات لأمراض مثل مرض باركنسون والسكري وإصابات الحبل الشوكي باستخدام خلايا جذعية من الرجال تحل محل الخلايا المدمرة أو المريضة في أجسامهم.
ويقول باحثون من جامعتي توبينجن وكولونيا في ألمانيا وكينجزكوليدج في لندن إنه يمكن بخزعات (عينات) من أنسجة خصي الرجال توفير مصدر جديد للخلايا الجذعية قد يكون مفيدا مثل الخلايا الجذعية الجنينية لبحث وتطوير علاجات لمجموعة من الأمراض الخطيرة لكن دون أن تثير المشكلات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية.
طريقة بسيطة وواعدة
كتب البروفيسور توماس سكوتيلا الذي يقود مجموعة دراسات الأجنة التجريبية في جامعة توبينجن في الطبعة الإليكترونية لمجلة "نيتشر Nature" أن "إنتاج خلايا جذعية وراثية لإنسان بالغ من خزعات خصوية قد توفر طريقة بسيطة وغير مثيرة للجدل للحصول على علاج اعتمادا على الفرد نفسه دون إثارة مشكلات تتعلق بالأخلاق أو النظام المناعي كتلك المتعلقة بالخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة البشرية".
وتمثل هذه الخلايا الجذعية الأمل الجديد لتطوير علاجات لأنها تنطوي على إمكانية شخصنة العلاج أي استخدام خلايا من الشخص نفسه لإنتاج خلايا جذعية يمكن أن تصلح أو تحل محل الأنسجة التالفة في أجسام المصابين بأمراض باركنسون (الشلل الرعاش) والزهايمر والسرطان. وبهذه الطريقة يمكن التغلب على مشكلة كبيرة تتمثل في رفض الجهاز المناعي للأعضاء المزروعة لأن هذه الأعضاء تحمل نفس الحمض النووي (دي إن إيه) للشخص المزروع له.
مشكلة تدمير الأجنة
ومع ذلك فإن القصور في هذا الأسلوب هو أنه باستخدام الخلايا الجذعية من خصيتي الذكر سيكون العلاج المنتظر قصرا على الرجال. وتتميز الخلايا الجذعية المستخلصة من الأجنة بإمكانية أن تتحول إلى أي خلايا في الجسم فالشخص بأكمله يتكون وينمو من بويضة واحدة مخصبة. لكن استخلاص الخلايا الجذعية من الأجنة يثير مشكلات أخلاقية لكونه ينطوي على تدمير للأجنة.
وفي ألمانيا يحظر القانون الاتحادي بحوث استخلاص الخلايا الجذعية من الأجنة. ومنذ سنوات والعلماء في ألمانيا يعكفون على إيجاد طرق مشروعة بديلة لإنتاج خلايا جذعية لها نفس قدرة الخلايا الجذعية الجنينية على التحول إلى أي خلايا في الجسم. وتوصل سكوتيلا وزملاؤه إلى تصور مفاده أن هناك مصدرا آخر لخلايا جذعية ليست بحاجة إلى زرع جينات في الحمض النووي لتحويلها إلى خلايا يمكنها إنتاج خلايا أخرى لأنها (هذه الخلايا الجذعية) تقوم بذلك بالفعل: إنها الحيوانات المنوية التي تنتج الخلايا داخل خصيتي الذكر.
الخلايا الجذعية مصدر لباقي أنواع الخلايا
ولأغراض الدراسة استخدم الباحثون الألمان أنسجة خصوية من 22 متطوعا ذكرا تتردد أعمارهم بين 17 و81 سنة. وبعد جمع هذه الأنسجة قاموا بعزلها وتنميتها لتتحول إلى خلايا جذعية. نقلت مجلة "نيو ساينتس" عن سكوتيلا القول "حولناها (أي الخلايا الجذعية) إلى جلد وإلى أجزاء للقناة الهضمية وغضاريف وعظام وعضلات وأعصاب".
يقول سكوتيلا "ما يميز هذه الخلايا عن الخلايا الجذعية الجنينية أنه لا توجد مشكلة أخلاقية في استخدامها وأنها أيضا طبيعية.". وإذا أظهرت أبحاث أخرى أن الخلايا الناتجة طبيعية فإن ذلك يمكن أن يسمح للرجال بتنمية أنسجة خاصة بهم لأغراض زراعة الأعضاء. ويمكن أخذ خلايا من خصيتي المصاب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) واستزراعها في المعمل وتحويلها إلى خلايا دماغية. ويمكن زراعة الخلايا الناشئة (المنتجة) في مخه لتحل محل الخلايا التي تلفت بسبب المرض. وعلاوة على هذا يمكن استخدام الأسلوب نفسه لإنتاج خلايا قلب أو بنكرياس أو كبد.