عشرات من القتلى وتواصل المظاهرات في مصر "حتى رحيل مبارك"
٢٩ يناير ٢٠١١أعلن التلفزيون المصري السبت (29 يناير/كانون الثاني) أنه تقرر تمديد حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس ليصبح من الرابعة عصراً إلى الثامنة صباحاً، بدلاً من السادسة مساءً إلى السابعة صباحاً. ويأتي هذا القرار وسط حالة من التوتر والترقب تسود المدن المصرية الكبرى بعد ليلة دامية من الاحتجاجات والمواجهات العنيفة مع قوات الأمن المصرية. وحسب وكالة رويترز، واستنادا لتقارير من مصادر طبية ومستشفيات وشهود عيان، فإن ما لا يقل عن 74 شخصا قتلوا في احتجاجات في أرجاء مصر للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك. ولم تتوافر أرقام رسمية في ظل الفوضى في الشارع. وقالت مصادر طبية لرويترز إن نحو 2000 شخص أصيبوا في أنحاء البلاد، ويُخشى أن ترتفع حصيلة عدد القتلى، إذ يوجد في بعض المستشفيات حالات إصابات خيطرة.
ويحتشد في الوقت الحالي عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط القاهرة قائلين إنهم لن يتركوا الميدان حتى يتنحى مبارك. وترابط المركبات المدرعة في ميدان التحرير، في حين أطلقت الشرطة أعيرة قرب محتجين غير أنه لم يتضح ما إذا كانت ذخيرة حية. وفي الإسكندرية تجمع مئات المتظاهرين في وسط المدينة يهتفون "يسقط يسقط حسني مبارك" كما رددوا هتافات مؤيدة للجيش. وصافح البعض الجنود المتمركزين في المدينة. وحسب قناة الجزيرة الفضائية القطرية فقد كانت هناك أكثر من 20 جثة في مدينة الإسكندرية في أعقاب الاحتجاجات العارمة والاشتباكات التي وقعت مع قوات الأمن أمس الجمعة.
احتجاجات في عدة مدن
وفي مدينة الإسماعيلية الواقعة شرق القاهرة تجمع آلاف المحتجين، وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع واستخدمت الطلقات المطاطية. كما تجمع العشرات في وسط مدينة السويس المجاورة وهتفوا "يسقط يسقط مبارك"، غير أن المظاهرات كانت أصغر حجما منها في الأيام الماضية. وتجمع نحو مائة شخص خارج مشرحة السويس قائلين انه يُحتجز بها جثث 12 محتجا قُتلوا في المظاهرات المناهضة للحكومة.
وامتدت الاحتجاجات لتشمل مدن الدلتا، ففي مدينة دمنهور احتج الآلاف وأطلقوا الشعارات المناهضة للحكومة وطالبوا بتنحي الرئيس مبارك. وفي سيناء قتل ثلاثة من رجال الشرطة في هجوم بقنابل يدوية شنه متظاهرون غاضبون على مبنى جهاز أمن الدولة في رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة، بحسب شهود أفادوا بأن جنود حرس الحدود مازالوا يسيطرون على منفذ رفح.
وقد عاد رئيس أركان الجيش المصري الفريق سامي عنان إلى القاهرة السبت قادما من واشنطن بعد أن اختصر زيارة كان يقوم بها للولايات المتحدة. وناشد الجيش المصري في بيان بثته وكالة الأنباء المصرية الرسمية "شعب مصر العظيم" عدم التجمع في الشوارع والالتزام بحظر التجول نظراً لقيام عدد من الأفراد الخارجين عن القانون بأعمال التخريب للممتلكات العامة والخاصة. وفي الوقت نفسه قدمت الحكومة المصرية بقيادة أحمد نظيف استقالتها قبل الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة.
البرادعي: مبارك يجب أن يرحل
من ناحيته صرح المعارض المصري محمد البرادعي في عدة مقابلات تلفزيونية أن الرئيس حسني مبارك "يجب أن يرحل". وصرح البرادعي في حديث تليفوني مع قناة الجزيرة أن على مبارك "أن يتقاعد" وأن يضع "إطارا لانتقال السلطة" كحل وحيد لإنهاء الاحتجاجات في الشارع التي هزت مصر خلال الأيام الماضية.
ورأى البرادعي ان الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري ليل الجمعة السبت "مخيب تماما"، معتبراً أنه "لم يفهم رسالة الشعب المصري". وأكد أن "الاحتجاجات ستستمر بزخم شديد حتى سقوط نظام مبارك". ورأى البرادعي أن "الحكومة الأميركية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك، ويجب أن تدرك "أن مصداقيتها تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي".
تحذيرات من السفر إلى مصر
ومن ناحية أخرى بدأت السفارة الإسرائيلية في مصر صباح السبت باتخاذ إجراءات بمطار القاهرة الدولي لترحيل العشرات من أسر العاملين فيها إلى تل أبيب، خشية تداعيات الأوضاع في مصر. كما حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى مصر "إلا لحالة الضرورة". أما وزارة الخارجية الألمانية فقد حذرت مواطنيها من التحرك في محافظات القاهرة والإسكندرية، غير أنها لم تحذر من السفر إلى مصر بشكل عام.
(س ج / أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة:منصف السليمي