أجواء مشحونة في القاهرة وترقب لتشكيل حكومة جديدة
٢٩ يناير ٢٠١١تسود القاهرة اليوم السبت (29 يناير /كانون الثاني) أجواء احتقان شديد واحتشد آلاف المتظاهرين لليوم الخامس في ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية ورفعوا هتافات"ارحل ارحل"و"سلمية سلمية"، وذلك بعد ساعات قليلة من خطاب ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك وأعلن فيه إقالة الحكومة وتكليف حكومة جديدة منتظرة اليوم.
وبدت مظاهر الفوضى في القاهرة صباح السبت بعد ليل طويل ساده التوتر وأعمال سلب ونهب شملت مقر الحزب الحاكم ومراكز الشرطة، ولم تسلم منها الفنادق والأحياء السكنية وخصوصا الراقية منها. ولوحظ غياب كبير لقوات الشرطة في وسط القاهرة بعد انقضاء الليلة الأولى من حظر التجول الذي أمر به الرئيس مبارك، بينما تمركزت قوات من الجيش في تقاطعات الشوارع الرئيسية وأمام المؤسسات والمراكز الحساسة من المدينة.
وأفادت مصادر طبية أن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في القاهرة والسويس والإسكندرية، وبأن عدد الجرحى فاق الألف شخص. وحسب وكالة فرانس برس فقد تجددت الصدامات صباح السبت بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك في مدينة الإسماعيلية.
وقال الرئيس المصري الليلة الماضية في أول ظهور له عبر خطاب تلفزيوني "ليس بإشعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبنائها، وإنما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الأفضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن". وتعهد بمبارك بـ"مواصلة الإصلاحات" دون أن يحددها.
وأفاد مراسلون بأن خدمات الهواتف النقالة قد عادت إلى العمل "جزئيا"، حسب فرانس برس، وفي "شتى أنحاء العاصمة المصرية" حسب رويترز، التي أضافت أن خدمة الرسائل النصية ما تزال مقطوعة، كما استمرت حالة قطع الانترنت، وكانت خدمات الاتصالات عبر الهاتف النقال والانترنت قد لعبت دورا أساسيا في التظاهرات التي تشهدها مصر منذ خمسة أيام، وشهد الجمعة الذي أطلق عليه"يوم الغضب" أكبر احتجاجات في مصر منذ تولي الرئيس مبارك للحكم قبل ثلاثين عاما.
أوباما يدعو لإصلاحات شاملة
وفي ردود الفعل الدولية على تطورات الأوضاع في مصر، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الليلة الماضية أنه تحدث مع الرئيس المصري حسني مبارك بعد فترة وجيزة إثر الخطاب الذي ألقاه، وطلب منه مباشرة إصلاحات شاملة في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون أميركيون إلى إمكانية مراجعة المساعدات الأميركية لمصر والتي تبلغ 1.5 مليار دولار. وقال أوباما للصحفيين بعد اتصال هاتفي استمر 30 دقيقة مع مبارك "تحدثت للتو معه بعد كلمته، وأبلغته أن عليه مسؤولية لإعطاء معني لكلماته واتخاذ خطوات وأعمال ملموسة تفي بهذا الوعد." وأكد أوباما أنه حث الرئيس مبارك على تنفيذ تعهداته بزيادة الديمقراطية والحرية الاقتصادية.
(م.س/ رويترز، ا ف ب)
مراجعة: سمير جريس