عشرات القتلى ومئات الجرحى مع تجدد الاشتباكات في السودان
١٦ أبريل ٢٠٢٣مع استمرار المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر من اليوم الأحد (16 أبريل/ نيسان) بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في حين
أصدرت لجنة أطباء السودان المركزية اليوم الأحد حصرا مبدئيا للأحداث مشيرة إلى مقتل 56 مدنيا وعشرات العسكريين. وتحدثت النقابة عن "عشرات القتلى" في صفوف قوات الأمن لكن لا تشملهمحصيلة القتلى هذه. وأحصت النقابة نحو 600 جريح بينهم عدد من أفراد قوات الأمن. وقالت إن عددا كبيرا من الجرحى لم يتم نقلهم إلى المستشفيات بسبب صعوبات في التنقل أثناء الاشتباكات.
وتابع البيان "إننا نهيب بتغليب صوت العقل والوقف الفوري لإطلاق النار العبثي والذي راح ضحيته أبرياء مدنيون عزّل، ولابد من فتح ممرات آمنة لإجلاء المحتجزين والعالقين والمصابين لإسعافهم".
وأشار البيان إلى أن بعض حالات الإصابات والوفيات العسكرية تم تحويلها إلى المستشفيات النظامية وبعضها لم تتمكن من حصرها، مضيفة أنه يوجد إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية نسبة لصعوبة الحركة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين.
ويتنافس الجيش مع قوات الدعم السريع، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، على السلطة بينما تتفاوض الفصائل السياسية على تشكيل حكومة انتقالية منذ انقلاب عسكري في 2021.
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق من الاشتباكات الجارية في السودان. وجاء في بيان صحفي صادر عن مجلس الأمن الدولي ليل السبت/الأحد "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وأعربوا عن أسفهم للخسائر في الأرواح والجرحى بما في ذلك بين المدنيين"، وفقا للصفحة الرسمية لبعثة المملكة المتحدة في الأمم المتحدة عبر تويتر.
وحث أعضاء مجلس الأمن الطرفين على وقف الاعمال القتالية فورا، وإعادة الهدوء، ودعوا جميع الأطراف إلى العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان، وفقا للبيان.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، وأكدوا من جديد التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال السودان وسلامة أراضيه.
وذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مشاورات مغلقة يوم غد الاثنين حول الوضع في السودان .
إستمرار المواجهات
على الصعيد الأمني استيقظ 45 مليون سوداني، يصوم معظمهم العشر الأواخر من رمضان، على أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى. وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الاعلام التابعة للدولة في أم درمان بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع ارسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.
وشن الجيش السوداني ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالقرب من العاصمة في محاولة لإعادة تأكيد السيطرة على البلاد يوم الأحد، وذلك بعد أن أسفرت اشتباكات عن مقتل العشرات من العسكريين و56 مدنيا على الأقل.
وقال شهود إن الجيش قصف في نهاية يوم من القتال العنيف معسكرا تابعا لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التابعة للحكومة في مدينة أم درمان القريبة من العاصمة الخرطوم.
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، سمع شهود أصوات مدفعية ثقيلة في الخرطوم وأم درمان وبحري القريبة، وكان هناك أيضا إطلاق نار في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي لم ترد تقارير سابقة عن اندلاع قتال فيها.
وأمكن سماع دوي إطلاق نار وانفجارات في عدة مناطق بالخرطوم، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد الدخان من عدة مناطق وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات عسكرية تحلق على ارتفاع قليل فوق المدينة، وبدا أن واحدة منها على الأقل تطلق قذيفة.
كما أصدرت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم، عاصمة السودان، قرارا باعتبار اليوم الأحد إجازة رسمية وذلك حفاظا على المواطنين وممتلكاتهم". كما طلبت اللجنة من المواطنين الابتعاد عن المناطق العسكرية وأي أماكن يمكن أن تكون هدفا للعمليات الجارية والبقاء في منازلهم ما أمكن ذلك، واستمرار حكومة الولاية والمحليات في تقديم كافة الخدمات اللازمة للمواطنين".
ودعت القوات الجوية السودانية في وقت متأخر أمس السبت المواطنين إلى البقاء في منازلهم لأنها ستقوم بعملية مسح كامل لأماكن وجود قوات الدعم السريع. وفي تصريحات أكد دقلو المعروف باسم حميدتي إن قواته "لن تتوقف" إلا بعد "السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش". وشدد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال "لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كر وفر".
من جهته قال الفريق أول البرهان في تصريحات منفصلة، إنه "فوجئ بحصار مقر قيادته من قبل قوات حميدتي حليفه السابق الذي يصفه اليوم بأنه "يقود ميليشيا مدعومة من الخارج".
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري مساء السبت على فيسبوك أن "قوات مصرية متواجدة" داخل السودان "لإجراء تدريبات مشتركة مع نظرائهم السودانيين"، مؤكدا أنه "جاري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية". ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو على حسابها الرسمي على تويتر يظهر فيه جنود مصريون وأكدت أن "كتيبة من الجيش المصري سلمت نفسها لقوات الدعم السريع في مروي". وقال دقلو لسكاي نيوز عربية إن "القوات المصرية في مروي في أمان وإنه "سيتم تسليمها" إلى مصر.
ويشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الخلافات بين البرهان ودقلو. ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.
ع.أ.ج/ م س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)