جنازة حاشدة لضحايا هجوم القديح بشرق السعودية
٢٥ مايو ٢٠١٥شارك عشرات الآلاف اليوم الاثنين (25 أيار/ مايو 2015) في تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجدا للشيعة في شرق السعودية واعتبرته السلطات في المملكة محاولة من قبل المتطرفين لإشعال الفتنة. وسار المشيعون في شوارع مدينة القطيف ذات الغالبية الشيعية لتشييع الضحايا الـ21 الذين سقطوا في الهجوم الذي نفذ خلال صلاة الجمعة، وبينهم طفلان.
والهجوم الانتحاري الذي وقع في القديح بشرق السعودية وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، هو ثاني هجوم يستهدف الشيعة في المملكة في غضون أشهر. ففي تشرين الثاني/ نوفمبر، قام مسلحون بقتل سبعة مواطنين من المسلمين الشيعة في بلدة الدالوة بشرق المملكة.
وفجر الانتحاري حزامه الناسف الجمعة داخل مسجد القديح المتاخمة للقطيف، مخلفا 21 قتيلا وحوالي مائة جريح. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أن منفذ الهجوم هو السعودي صالح بن عبد الرحمن الصالح القشعمي، مؤكدة ارتباطه بتنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف المعروف بـ "داعش" وان المادة المستخدمة في التفجير هي من نوع "آر دي اكس" الشديدة التفجير.
ونفذ الهجوم على مسجد للشيعة فيما تشارك المملكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الذي يسيطر على أراض واسعة من العراق وسوريا. وأثار هجوم القديح الذي يعد الأكثر دموية في المملكة منذ موجة تفجيرات القاعدة بين 2003 و2006، صدمة في البلاد.
وشهدت المملكة تعاطفا شعبيا ملحوظا مع ضحايا القديح، بالرغم من ارتفاع منسوب التوتر الطائفي الذي ينعكس جليا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي خطابات عدد من رجال الدين المعادين للشيعة. وتقود السعودية تحالفا يقوم بضرب المتمردين الحوثيين الشيعة الذين تتهمهم بمد النفوذ الايراني الى الجزيرة العربية.
وكثفت السلطات السعودية في الأشهر الأخيرة حملات الاعتقال في صفوف متشددين يشتبه في تخطيطهم لهجمات من أجل "إشعال التوتر الطائفي"، حسب خطاب الرياض الرسمي. ويتركز الحضور الشيعي في شرق السعودية. كما شهدت المنطقة الشرقية في خضم ما عرف بـ "الربيع العربي" في 2011، حركة احتجاجية قادها الشيعة قمعتها الرياض بشدة وقتل خلالها حوالي 20 شخصا.
أ.ح/ ع.ج.م (أ ف ب)