عثمان ديمبلى.. حين تدفع الأم ابنها إلى طريق النجومية
١٣ مايو ٢٠١٦كما كان منتظرا، أعلن بوروسيا دورتموند الألماني رسميا تعاقده مع موهبة فرنسا الهجومية الجديدة عثمان ديمبلى (18 عاما) لاعب فريق ستاد رين الفرنسي.
مدة التعاقد هي 5 سنوات تنتهي في عام 2021، ولم يعلن الناديان حتى الآن القيمة المادية لهذا التعاقد، غير أن موقع "ترانسفير ماركت" ذكر أنها بلغت 15 مليون يورو، ونفس المبلغ ذكره أيضا موقع "فيلت" الألماني.
وبتعاقده مع ديمبلى، الذي يقارن في فرنسا منذ شهور بالنجم الكبير السابق تيري هنري، استطاع دورتموند أن يفوز بخدمات أفضل لاعب واعد في فرنسا خلال الموسم الحالي، حيث سجل اللاعب 12 هدفا وساهم في 5 تمريرات حاسمة خلال أول مواسمه في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، فقد لعب أول مباراة له في الدوري في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 2015. كما أنه يعد واحدا من أكبر المواهب الشابة المطلوبة في أوروبا، والذي كانت تطمع أندية كثيرة في التعاقد معه مثل برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني وأرسنال ومان سيتي وتشيلسي الإنجليزية، لكن دورتموند ظفر بالصفقة.
تصميم بين الطرفين
يبلغ طول ديمبلي 1.77 مترا ويشبه في طريقة لعبه بير إيمريك أوباميانغ، ويلعب بكلتا قدميه في مركز الجناح الأيمن وقال ميشائيل تسورك، المدير الرياضي لدورتموند على موقع بوروسيا دورتموند على الانترنت: "يمكن لعثمان اللعب في كل مراكز خط الهجوم تقريبا... إنه لاعب قوي في موقف رجل لرجل... يعرف العديد من المراوغات، إنه سريع وخطير أمام مرمى المنافس".
وأضاف المدير الرياضي إن ديمبلى يستحق منه كل الاحترام بسبب صموده طوال هذه الفترة أمام العروض الكثيرة من أندية أوروبية أخرى صاحبة أسماء كبيرة، "وهذا ليس شيئا عاديا ويُظهِر (أن لدى اللاعب) شخصية".
أما ديمبلي فقال إن دورتموند يتابعه منذ فترة طويلة، وأن النادي الألماني تحرك سريعا من أجل الحصول عليه وحافظ على التواصل معه دائما و"هذا أثار إعجابي حقيقة".
ويتطلع النجم الفرنسي الشاب إلى التحديات الجديدة، التي تنتظره في دورتموند وقال: "التصور الرياضي لدورتموند يقنعني كثيرا، لا أطيق صبرا حتى ألعب في البوندسليغا أمام أكثر من 80 ألف مشجع في ملعب سيغنال إيدونا بارك (معقل دورتموند)، والمضي قدما مع زملائي في دوري أبطال أوروبا".
الفضل للأم في تحوله إلى نجم
الآن عثمان ديمبلى هو أفضل هداف في أوروبا كلها من مواليد 1997، وحتى الآن تطلق الجماهير عليه في مسقط رأسه لقب "السكين"؛ لأن طريقته في محاورة اللاعب المنافس تشبه طعنات السكين، بحسب ما قال جين ميخائيل، المحرر بموقع "فيلت" أونلاين الألماني.
وقال عنه مدربه في فريق الناشئين في ستاد رين إن ديمبلى لديه "أنا عالية جدا"، لكنه أكد في الوقت نفسه، "عثمان لديه شخصية البطل: هادئ، مرتاح البال، لكنه يطلب من نفسه أيضا مطالب كبيرة جدا". وكان المدرب ينصحه بألا يسرع في اتخاذ القرارات وأن ينتظر لينضج كلاعب محترف قبل أن يُقْدِم على الخطوة التالية.
أم عثمان اسمها فاتيماتا أوسمانى (فاطمة عثمان) وهي من أصول موريتانية، وتدير ابنها منذ بداية مسيرته، فتحدد له اتجاهه. إنها مرساه، وملهمته ومحفزته، يقول جين ميخائيل.
كان عثمان مجنونا بكرة القدم، عندما كان في المدرسة الابتدائية وكان لا ينقطع عن اللعب في منافسات الصالات في الإجازة. وكانت الكرة هوايته وعشقه ولكن أيضا سلوانه عن ظروف الحياة اليومية. كانت لدى عثمان ديمبلى مشاكل عائلية ويعيش في "غيتو". وكانت الكرة تمنحه القوة.
عندما بلغ السابعة من عمره انفصل والداه، وانتقلت الأم بعثمان مع وأخيه وأختيه وكلهم أصغر منه إلى بلدة إفرو في منطقة نورمادي العليا، على بعد مائة كيلومتر شمال باريس. ولعب أولا بنادي مادلين إفرو. وعندما كان عمره ثماني سنوات أي عام 2005 كانت المنطقة تشهد أعمال شغب يقوم بها شبان صغار يشعلون فيها السيارات. وخوفا من أن يسلك ابنها الطريق غير الصحيح أعطت فاطمة عثمان لابنها تعليمات واضحة بأنه لا خروج من البيت إلا إلى المدرسة أو ملعب كرة القدم.
عثمان يحترم والدته ويطيعها إلى أبعد الحدود. ومؤخرا قال مدربه في مرحلة الناشئين في إفرو أحمد وهبي: كان عثمان يخفض رأسه عند نصائح أمه ويتبعها.
ذات مرة قام عثمان بشغب كبير في المدرسة، لكن مدرسيه كانوا يعرفون نقطة ضعفه فتحدثوا مع وهبي ورجوه أن يهدده بالحرمان من المشاركة في المباريات المقبلة إن لم ينصلح حاله، فما كان من التلميذ إلا أن قدم اعتذاره في نفس اليوم ليواصل لعب الكرة التي يعشقها.
عندما كان في سن العاشرة طرق أبوابه في 2007 فريق روين، ليضمه إلى مدرسة الكرة الداخلية بالنادي لكن أمه تدخلت رافضة أن يبعد ابنها عنها وقالت إنه يجب أن يتربى في محيط العائلة بين أمه وإخوته. وفي عام 2010 انتقلت العائلة كلها مع عثمان إلى رين عندما انضم لأشبال نادي ستاد رين. حيث تألق في فريق الناشئين ثم التحق بالفريق الكبير ومن هناك أصبح نجما. وصول ديمبلى ليصبح لاعبا في دورتموند يعود لأمه. وفي الموسم القادم سيلعب مع الفريق في دوري أبطال أوروبا، ويحذر جين ميخائيل قائلاً: "يجب على المدافعين الأوروبيين أن يستعدوا لطعنات سكين مؤلمة".