عالمان ألمانيان يحصلان على جائزة "مخترعي أوروبا"
١٩ أبريل ٢٠٠٧قام العالمان الألمانيان فرانز ليرمر وأندريا أوربان اللذان يعملان في شركة "بوش" بابتكار أسلوب جديد يسمح بإنتاج كميات من المجسات الدقيقة بتكاليف منخفضة، وهو ما سمح بتركيب وسائد الحماية الهوائية في كل فئات السيارات، حيث كانت المجسات الالكترونية العناصر الأغلى ثمناً في عملية تصنيع الوسائد الهوائية. وبسبب هذا الابتكار حصلا على لقب "مخترعي أوروبا" لعام 2007 في مجال الصناعة.
فبالرغم من بدء استخدام وسائد الحماية الهوائية (ايرباج) منذ السبعينيات في السيارات الأمريكية، ومن ثم انتشارها في أوروبا في الثمانينيات، إلا أنها كانت مقتصرة على السيارات الفخمة باهظة الثمن، كما أكد ليرمر في حديث لموقع زود دويتشه تسايتونج الالكتروني، وأضاف: "لقد كان هدفنا منذ أن بدأنا أبحاثنا في عام 1992 بأن نجعل المجسات الالكترونية أقل ثمناً بحيث يمكن تركيب وسائد الحماية الهوائية في كل السيارات، حتى تلك المنخفضة الثمن".
هذا الأسلوب الذي ابتكره الباحثان لإنتاج وسائل الاستشعار الآلية دقيقة الحجم، والذي ارتبط باسم شركة بوش، حقق ثورة في عالم التصنيع، إذ جعل تكاليف إنتاج هذه المجسات في متناول الجميع. ومنذ ذلك الحين، تعددت استخداماتها لتخرج من مجال صناعة السيارات، وتستخدم أيضاً في الهواتف المحمولة والحواسب الآلية والألعاب الالكترونية وغيرها من التطبيقات. وبالإضافة إلى هذا الابتكار، سجل العالمان ليرمر وأوربان نحو 350 براءة اختراع حسب تصريح المتحدث عن شركة بوش.
جائزة أوروبا للمخترعين دعم للتقدم التقني والاقتصادي
قامت لجنة التحكيم المكونة من عدد من العلماء المستقلين باختيار 12 باحثا وعالما من بين آلاف المتقدمين في مسابقة الابتكارات الأوروبية. وبالأمس الأربعاء 18 أبريل/نيسان 2007، تم اختيار الأربعة الأفضل من بين هؤلاء المرشحين للحصول على جائزة أوروبا للابتكارات، والتي تمنح في أربعة مجالات وهي الصناعة وأبحاث الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم وابتكارات الباحثين غير الأوروبيين والجائزة الأخيرة تعطى للباحثين عن مجموع أعمالهم وابتكاراتهم.
وقد دعت المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي لتكريم العلماء المبتكرين عبر هذه الجائزة، تشجيعاً للبحث العلمي والابتكار الذي يعد عماد التقدم التقني والاقتصادي للدول الأوروبية، كما أكد جونتر فرهويجن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الصناعة والشركات خلال حفل التكريم وأضاف: "يجب أن نفخر بأن لدينا في أوروبا عدد من أنبغ المبتكرين في العالم. لكن يجب ألأّ نكتفي بذلك، فأنا أدعو كل السياسيين والعاملين في المجال الصناعي للعمل على توفير المزيد من الدعم للباحثين والمبتكرين لأن الابتكار يبقى المؤثر الرئيسي على اقتصادنا". وفي السياق ذاته عبر آلان بومبيدو، رئيس مركز المبتكرات الأوروبي، عن ضرورة توفير كل أشكال الدعم للمبدعين المبتكرين.
ابتكارات لها آثارها الملموسة
تقدم هذه الجائزة للمخترعين والباحثين من أصحاب المبتكرات التي كان لها تأثيرها على التطور التكنولوجي داخل أوروبا وخارجها. ويقوم فريق التحكيم باختيار مبتكرات تمت في السنوات العشر الأخيرة، وكان لها تطبيقاتها الصناعية المؤثرة. وكان من ضمن المرشحين الذين وصلوا إلى التصفيات الأخيرة فريق بحث ألماني آخر مكون من الدكتور راندولف موك والبروفسور هانز مايكسنر، وهما يعملان في شركة سيمنز وذلك عن ابتكارهما الذي نتج عنه تطوير محرك الديزل ليصبح أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للوقود.
وبالإضافة إلى أندريا أوربان، كانت هناك امرأة أخرى بين الفائزين لأول مرة منذ بدأت هذه المسابقة في العام الماضي وهي الإيطالية كاتيا باستولي، وفازت في فئة أبحاث الشركات الصغيرة والمتوسطة عن ابتكارها "اللدائن الطبيعية"، والتي تتحلل طبيعياً بعد فترة تتراوح من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع وتتحول إلى تراب مما يقلل من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة والتي تنتج عن حرق المواد البلاستيكية.