ألمانيا ثالث أكثر بلاد العالم جذباً للاستثمار
٩ يوليو ٢٠٠٦تحتل ألمانيا حسب تقديرات الشركات العالمية مركز ممتازا كموقع اقتصادي. هذه النتيجة المفاجأة توصلت إليها دراسة أجرتها شركة "إرنست ويونغ" (Ernst & Young) الألمانية لاستشارة الشركات باشتراك 1000 شركة عاملة على الصعيد العالمي. وفي إطار هذه الدراسة طرح السؤال للمشتركين عن مدى جاذبية ألمانيا بالنسبة لهم، حيث توصل الباحثون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين هما البلدان الوحيدان اللذان يفوقان ألمانيا جاذبية بالنسبة للشركات الأجنبية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ما هو سر الجاذبية الاقتصادية لألمانيا بالذات دون البلدان الأوروبية الأخرى وهل هناك سبيل لجعل ألمانيا أكثر جاذبية من ناحية اقتصادية؟ وفي هذا السياق يقول داغ فالاند، مدير أعمال شركة التقنيات العالية النرويجية ويفتيك، إنه ليس هنالك ما يدعو للعجب من نتيجة دراسة إرنست ويونغ، لأن موقع ألمانيا الاقتصادي "يقدر بشكل خاطئ، حتى من قبل الألمان أنفسهم. فألمانيا تتمتع بالكثير من الأمور الجذابة بالنسبة للشركات نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، نظاميها الاقتصادي والقانوني القويين"، حتى وإن لم يكن بإمكان شركة ما الإنتاج بشكل مباشر في ألمانيا، فإن بإمكانها ولا شك إجراء الأبحاث وتطويرها هنا بشكل جيد وفعال. وهذه هي الخطوات الأولى في عملية الإنتاج."
ألمانيا أجدى اقتصاديا من غيرها
شركة ويفتيك شركة صغيرة مكونة من خمسة أشخاص، اثنان منهم يعملان في النرويج وثلاثة في مدينة راينباخ التي تقع بجانب مدينة بون. تأسست الشركة عام 2003 وهي تعمل في ألمانيا أيضا منذ سنتين. وقد قام أصحاب الشركة قبل ذلك بالبحث لمدة طويلة عن موقع اقتصادي مناسب لهم في أوروبا يتيح نمو الشركة وتطورها بشكل سريع، حتى وقع اختيارهم على ألمانيا، التي أقنعتهم بجاذبيتها الاقتصادية أكثر من أي بلد أوروبي آخر. وفي معرض وصفه لمميزات ألمانيا يقول فالاند: "تواجد شركتنا في ألمانيا يعود علينا بنفع أكبر بكثير منه في النرويج. حيث نوفر الكثير من المال في مجال الأبحاث التي نجريها ولا سيما في تطوير منتجاتنا ناهيك عما نوفره في عملية تصنيع هذه المنتجات."
فالاند ليس الوحيد الذي ينظر إلى الأمر بهذا الشكل. كلاوس باور، مدير أعمال الشركة الفنية الأسترالية "تشب" (Chep) في ألمانيا مقتنع هو الآخر بدور ألمانيا الريادي كموقع اقتصادي: "ألمانيا هي ولا شك إحدى العجلات الاقتصادية المحركة في أوروبا. فكل ما ينتقل من الشرق إلى الغرب أو من الجنوب إلى الشمال لا بد له وأن يمر من ألمانيا بشكل أو بآخر." وهو يرى أن تواجد شركته في ألمانيا لا يحتاج فعلا إلى أي شرح أو تبرير فتواجد ألمانيا في وسط أوروبا يتيح لشركته "تحريك الكثير في وقت قصير. أضف إلى ذلك أن ألمانيا معروفة بنشاطها الاقتصادي وتنظيمها وإبداعها وكل هذا يجعل من ألمانيا سوقا لا يمكن لشركة ما التفريط به." "إن لكل موقع إيجابياته وسلبياته طبعا"، كما يقول فالاند. أما إيجابيات ألمانيا فتغلب بالنسبة له على سلبياته حيث يقول: "أنه أمر إيجابي دوما أن تتواجد عبارة "Made in Germany" على المنتجات. فإذا تمت عملية البحث والتطوير في ألمانيا، فسيكون للسلع جودة عالية طبعا."
الولايات المتحدة والصين في المقدمة
بنية ألمانيا التحتية، ومستوى الأبحاث فيها، والأيدي العاملة المؤهلة خير تأهيل، علاوة على سوقها الداخلية الجذابة، هذه هي نقاط قوة الموقع الاقتصادي ألمانيا. هذا ما أدلى به من أجريت معهم دراسة إرنست ويونغ. فها كل شيء في ألمانيا إذن على خير ما يرام بالنسبة لشركات الإستثمار؟ من الممكن طبعا النظر إلى الأمر من منظورات كثيرة. "العمل في ألمانيا من حقه أن يكون ولا شك أسهل بكثير، لو تواجد في ألمانيا قانون ضرائب واضح للشركات. وسيكون الأمر بالنسبة لنا كأرباب عمل أسهل بكثير إذا ما تسنت لنا تلبية طلبات السوق بشكل أكثر مرونة."
وفي الدراسة نفسها احتلت الصين المركز الثاني على الصعيد العالمي، لأنها تتمتع بسوق ضخم ذي إمكانيات اقتصادية كبيرة. كما أن الشركات التي تولي أهمية لتكاليف عمل متدنية لا زالت تفضل إنزال مراكز إنتاجها في الصين أو الهند أو دول شرق أوروبا عنه في ألمانيا. أما ألمانيا فهي تحتل المركز الثالث على الصعيد العالمي وهو مركز تحسد عليه فعلا.