ظاهرة حفلات الطلاق – في طريق البحث عن الذات
٢٤ فبراير ٢٠١٤هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الطلاقوقد يكون خلفها عدم التفاهم بين شريكي الحياة أو العنف المنزلي والخيانة الزوجية أو الرغبة في عدم الارتباط بالشراكة الزوجية والمسؤوليات بسبب واقع التغيرات المجتميعة وتأثير ذلك على العلاقات الإنسانية والاجتماعية. من بين ثماني حالات زواج تم خلال خمسينات القرن الماضي تسجيل طلاق واحد فقط بالمتوسط. في يومنا هذا ووفق تقريرللمكتب الاتحادي للإحصاء فمن بين 387423 عقد زواج عام 2012 تم تسجيل 179147 حالة طلاق في نفس السنة. وفي ولاية بافاريا وحدها أشارت التقارير إلى انه في الفترة ما بين 2001 حتى 2010 كانت نسبة عدد حالات انفصال الزوجية أو الطلاق بمستوى 50 بالمائة.
الطلاق والتكاليف
هناك مواقع إلكترونية وجمعيات ونوادي وحفلات كثيرة تهتم بموضوع الطلاق ،بعضها لأسباب تطوعية وبعضها الآخر من اجل الربح. ففي ولاية بافاريا وحدها هناك مثلا جمعية "نساء في مساعدة نساء"، أو "بيت النساء"، أو " نساء ضد العنف"، أو" سعداء الانفصال"، أو جمعية " النساء الوحيدات" . كل هذه المؤسسات تقدم استشارات واستفسارات بشأن قضايا الطلاق كما تقول السيدة كلاوس من جمعية "نساء في مساعدة نساء: " إن حجم الطلاق في ألمانيا قد نما بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة" ونتيجة ذلك اقتحم عالم البيزنس عالم الطلاق حيث هناك من المطلقات والمطلقين من يقم بتنظيم حفلات مكلفة جدا للتعبير عن فرحه بالطلاق، ناهيك عن التكاليف الباهضة الناتجة عن الخلافات المحتدمة بين الزوجين في مواضيع النفقة ورعاية الأطفال والبحث عن مسكن وربما الاجراءات الخاصة بتحديد نسب الطفل وما يلزم من استشارات قانونية أومحاميين أو أطباء نفسيين.
حفلات طلاق
بيترا ريجير ناشطة نسائية من جمعية "الانفصال السعيد" توضح:"إننا نحاول من خلال وكالتنا أن نخفف من أوضاع المعاناة عند الانفصال والطلاق، وذلك من خلال إحياء حفلات تعيد الثقة بالنفس للمطلقة مع بداية مشوار جديد في حياتها. فنحن نحرص علي أن يشكل فستان الفرح محور حفلة الطلاق، حيث ترتدي المطلقة الفستان وتقوم بتلطيخه بصلصة الطماطم أو تمزيقه بالمقص وهو أمر متروك لصاحبة الحفل، فالخيال والبحث عن المتعة من خلال الانتقام من الزوج بطريقة مضحكة هو سيد الموقف، فمثلا يصنع الخباز كعكة كبيرة ويضع عليها صورة الزوجة وهي ممسكة برأس الزوج الخائف، أو تورته عليها صورة الزوج وهو ملقى في سلة المهملات" .
تري السيدة ريجر أن حفلة الطلاق توازي في الشكل حفلة الزواج. فهي تخلص المطلقة من حالات الشعور باللوم ومعاتبتها لنفسها على القيام بحفلة الزواج في السابق أساسا وتضيف: " من أهم ما تسعى إليه أغلب الجمعيات التي تنظم حفلات طلاق هو البحث عن مسكن للمطلقة سواء كان فردي أو جماعي ،كذلك العمل على توفير محام أو معالج نفسي مع العمل في نفس الوقت على إعادة إشراكها في المجتمع، حيث إن كل انفصال عن الزوجية يشكل بداية حياة جديدة، ويعبر فعلا عن وجود تغيير يلزم التحضير له بهدف تسريع الابتعاد عن الشريك السابق وبناء عش جديد. أما الأشياء الأخري فقد تأتي تباعا!" وتضيف قائلة: "نحن لسنا متحيزين ضد الرجال بل نرحب بالتواصل مع الرجال، فليست النساء علي الدوام ضحايا. وقد يكون الرجل أيضا ضحية".
كيف يمكن شرح موقف المطلقة في هذا الوضع الساخر من حياة زوجية طويلة والذي يتجلى في إقامة حفلة طلاق؟ عن ذلك تقول احدي السيدات التي أقامت حفلة طلاق وهي تعمل كمربية أطفال وتبلغ من العمر 34 عاما:" إن شعورالحب يختفي من حياة الأزواج بعد فترة ما وعندئذ لا مفر من الانفصال. وقد أقمت حفلة طلاق ودعوت إليها زوجي، غير أنه لم يحضر بسبب انشغاله في العمل. أنا لا أكره زوجي ، حيث إنه لازال والد أطفالي"
اختلاف المواقف
وفي الوقت الذي ترفض فيه خديجة سليم صاحبة وكالة أفراح وزواج إسلامي في ميونيخ ظاهرة قيام البعض بإقامة حفلات للطلاق وتعتبرها مبتكرة ودخيلة علي المجتمعات تشير السيدة المغربية ش.م المقيمة في ميونيخ أيضا إلى المعاملة السيئة لبعض الأزواج ومعاناة الزوجة داخل الأسرة، حيث إننها تتفهم شعور الرغبة لدى المطلقة في الفرح والاحتفال بهذه الحدث بعد التخلص من زوجها، حيث لا ترى مانعا في إقامة حفلات طلاق بهذه المناسبة.