فوز ترامب لمصلحة إيران
١١ نوفمبر ٢٠١٦"رجل أعمال لا يمكن أن يكون خطيرا"، هكذا علق محمد أبطحي في تغريدة له على تويتر عقب ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويعتبر محمد أبطحي من أقرب المقربين للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. أبطحي، الذي حكم عليه بالسجن بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدل سنة 2009، كان واحدا من أول السياسيين الإيرانيين، الذي رحبوا بفوز دونالد ترامب.
تغريدات كثير من الإيرانيين على تويتر، أشادت ايضا بشكل غريب بهذا الفوز والعديد منهم شبهوه بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي عرف بخطابه المتشدد والشعبوي. ومن جهته يرى محمد أبطحي أن ترامب هو الرئيس المفضل لدى القادة الإيرانيين، حيث يقول عنه: "ترامب هو الرئيس الأفضل، فكرجل أعمال يمكنك التفاوض معه بشكل أفضل. سوف يضطر إلى التأقلم مع النظام العالمي. وهو لن ينهي أي اتفاق نووي ولن يبدأ أي حرب جديدة، وبالتالي فإن فوزه يصب في مصلحة الإيرانيين". هكذا يعبر أبطحي بشكل واضح عن موقف المؤسسات السياسية في إيران، التي كانت قلقة منذ فترة طويلة من إمكانية غزو الولايات المتحدة لسوريا، حيث تقاتل إيران جنبا إلى جنب مع الحليف الروسي والرئيس السوري بشار الأسد.
تخوفات من علاقة كلينتون مع الرياض
من جهته عبر علي مطهري، نائب رئيس البرلمان الإيراني، عن سعادته بتصريحات ترامب بعدم التدخل في الشرق الأوسط. ويضيف البرلماني المحافظ: "ترامب يريد علاقات أفضل مع روسيا. وموقفه من النزاع في سوريا جيد". وما يثير إعجاب مطهري بشكل واضح هو أن ترامب لا تربطه علاقة جيدة مع السعودية، المنافس الإقليمي لإيران منذ فترة طويلة.
وذلك خلافا للعلاقة الوثيقة التي كانت تربط هيلاري كلينتون بالمملكة العربية السعودية و غيرها من الدول السنية الأخرى في الخليج . وهو ما لم يكن في مصلحة إيران الشيعية. ورغم أن هيلاري كلينتون كانت قد بدأت بالفعل مفاوضات سرية مع إيران حول الاتفاق النووي، ولكن الإيرانيين يعتبرون أن التوقيع على الاتفاق الإيراني النووي كان بفضل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
الاتفاق النووي سيستمر
يبدو أن السياسيين الإيرانيين ليس لديهم قلق بشأن مستقبل الاتفاق النووي. وذلك على الرغم من وصف دونالد ترامب لهذا الاتفاق بأنه "كارثة لا بد من إعادة التفاوض بشأنها".
ولكن ترامب غيّر من لهجته تجاه إيران في سياق حملته الانتخابية وأعرب عن رغبته في التعامل مع إيران. بل وانتقد حتى السياسيين الأميركيين، الذين " يكتفون فقط بمشاهدة رجال الأعمال الأوروبيين وهم يتجهون إلى طهران لإبرام العقود هناك".
من جهته يبدو الرئيس الإيراني حسن روحاني واثقا من أن الاتفاق النووي ليس في خطر، حيث يقول: "تمت الموافقة على الاتفاق النووي بقرار من مجلس الأمن الدولي ولا يمكن تغييره من قبل حكومة واحدة." وهو ما يشاطره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي حصل على شهادة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية. وشدد جواد ظريف على أن الحكومة المقبلة في الولايات المتحدة يجب أن "تحترم التزاماتها الدولية المتعددة الأطراف".
الحكومة الإيرانية لديها مصلحة في استمرار الاتفاق النووي،الذي خفف من العقوبات الاقتصادية، بل وألغاها في بعض الحالات. وهو ما جعل اقتصاد البلاد يتعافى من جديد.
وحتى المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، الذي عادة ما لا يجد كلمات للثناء على الولايات المتحدة، قام بمدح ترامب قبل الانتخابات، حيث قال:" الولايات المتحدة بحاجة إلى من يقول الحقيقة "حول النخبة الفاسدة".