طنطاوي يؤكد على الدولة المدنية واتهامات لـ 6 إبريل بإثارة "الفتنة"
٢٣ يوليو ٢٠١١أكد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اليوم السبت (23 يوليو/ تموز 2011) أنه لا تفريط في أمن مصر واستقرارها، مشددا على مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة "لا تلين". وقال طنطاوي في خطاب تلفزيوني مسجل بمناسبة احتفال القوات بالذكرى 59 لثورة 23 تموز/يوليو، إن "تماسك جبهتنا الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية كي نواجه التحديات".
وأضاف طنطاوي في أول كلمة يوجهها للشعب المصري منذ تسلم القوات المسلحة زمام الأمور في البلاد: "إننا عازمون على بناء مصر دولة مدنية حديثة فضلا عن ترسيخ أركان الدولة الديمقراطية التي تعزز الحريات وتحفظ حقوق المواطنين من خلال انتخابات حرة نزيهة". وأشاد بثورة 25 يناير مثمنا دور شاب الثورة. كما أكد طنطاوي الحرص على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، "علاقات قائمة على الاحترام المتبادل" ، متعهدا بالالتزام الكامل بالمعاهدات والمواثيق.
المجلس يحمل حركة 6 إبريل مسؤولية "الفتنة"
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد نفى في ساعة مبكرة من صباح السبت استخدام العنف ضد المتظاهرين واتهم جماعة شباب ستة أبريل المعارضة بمحاولة "التحريض على الفتنة" بين الشعب والجيش. وقال المجلس، إن هناك مخططا "مشبوهة" للوقيعة بين الجيش والشعب وأن حركة شباب ستة ابريل تتحمل المسؤولية عنه. ودعا المجلس "كافة فئات الشعب، إلى الحذر وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعى لتقويض استقرار مصر".
وكانت تقارير إخبارية محلية قد ذكرت أن قوات من الشرطة العسكرية المصرية في محافظة الإسكندرية طاردت في وقت سابق أمس الجمعة العشرات من المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمقر منطقة عسكرية وألقت القبض على عدد منهم، بعد أن قام عدد من الأشخاص بقذف حجارة وزجاجات فارغة باتجاه مقر المنطقة التي تجمعوا أمامها. وذكر شهود عيان أن عددا من المتظاهرين، الذين جاءوا لمساندة زملائهم من مخيم يعتصم به بضع مئات من النشطاء بالمدينة، أصيبوا في الاشتباكات. وقال شاهد عيان لرويترز إن المتظاهرين كانوا يهتفون "يسقط حكم العسكر" حين تجمعوا أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية.
وفي القاهرة حاول أكثر من ألف محتج الوصول من ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاحتجاج على اشتباكات الإسكندرية والسويس لكن قوات الشرطة العسكرية اعترضتهم بإطلاق كثيف للأعيرة النارية قبل أن يصلوا إلى المقر.
حركة 6 إبريل تستنكر وتتمسك بـ"سليمة الثورة"
من جانبها أعلنت حركة 6 إبريل رفضها التام لما جاء في بيان المجلس العسكري. وأكدت في بيان لها تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) نسخة منه أنها "تستنكر" ما أسمته محاولة تخوينها والتحريض ضدها، مشيرة إلى أنها كانت تنتظر أن يستجيب المجلس لمطالب الثورة وتحقيقها بدلا من "محاولات الالتفاف عليها". وأكدت الحركة إصرارها على "سلمية الثورة"، نافية التحريض ضد أي جهة. ونفت الحركة في الوقت نفسه أي صلة لها بالمظاهرات التي انطلقت مساء أمس الجمعة من ميدان التحرير صوب مقر وزارة الدفاع بالقاهرة.
وكان آلاف المصريين قد تظاهروا أمس الجمعة وهتفوا بسقوط المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ويطالب محتجون، من عدة حركات سياسية ونشطاء، معتصمون منذ أسبوعين في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى بالإسراع بالإصلاح ومحاكمة المتهمين بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أفضت إلى تنحي مبارك.
(ع.ج.م/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو