طنطاوي ومسؤولون عرب وغربيون يهنئون مرسي بفوزه برئاسة مصر
٢٤ يونيو ٢٠١٢قال التلفزيون الرسمي المصري إن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة في البلاد منذ اطاحة حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير 2011، هنأ مرشح جماعة الإخوان المسلمين بفوزه برئاسة الجمهورية. وقال التلفزيون "طنطاوي يهنئ مرسي" بفوزه بالرئاسة، وأوضح أن رئيس الوزراء كمال الجنزوري هنأه كذلك بالفوز بالرئاسة. الرئيس الجديد تلقى تهنئة من مفتي الديار المصرية ومن الكنيسة القبطية أيضا إذ وجه القائم بأعمال البابا رسالة تهنئة لمرسي.
وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات فاروق سلطان فوز محمد مرسي بالرئاسة على منافسه أحمد شفيق آخر رئيس وزراء لمبارك بحصوله على 51,7 في المائة من أصوات الناخبين، فيما حصل المرشح الخاسر على 48,3 في المائة. ويضع إعلان النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة حدا لقلق تصاعد خلال الساعات الأخيرة في مصر خوفا من وقوع أعمال عنف إذا لم يفز مرسي في الانتخابات بعد أن أعلنت جماعة الإخوان المسلمين فوزه فور انتهاء فرز بطاقات الاقتراع اثر الجولة الثانية من الانتخابات.
احتفالات في ميدان التحرير ووجوم يخيم على أنصار شفيق
وفي ميدان التحرير احتفل عشرات الآلاف من مؤيدي محمد مرسي بفوزه برئاسة مصر في أول انتخابات حرة تشهدها البلاد. وهتف أنصار مرسي ولوحوا بالأعلام المصرية وأطلقوا الألعاب النارية وقرعوا الطبول في ميدان التحرير بالقاهرة، الذي خرجت من رحمه الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.
كما شهدت ميادين العديد من المدن المصرية احتفالات مماثلة فيما عبر العديدون من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أو الذين يعتبرون مرسى مرشح الثورة عن فرحتهم بفوزه سواء برفع الأعلام أو بإطلاق أبواق السيارات في مختلف مناطق مصر، فيما خيم الوجوم على أنصار المرشح الخاسر أحمد شفيق الذين تجمعوا أمام النصب التذكاري في مدينة نصر بالقاهرة لدى سماعهم بخسارة مرشحهم. وردد هؤلاء هتافات معادية لجماعة الإخوان ومرسي مشككين في صحة النتائج. ومن المقرر أن يلقي مرسي خطاب الفوز في مبنى التلفزيون المصري في وقت لاحق هذا اليوم (الأحد 24 يونيو/ حزيران 2012).
عربيا جاءت ردود الفعل الأولى من قطاع غزة إذ احتفال أنصار حركة حماس بفوز مرسي كما رحبت عدة دول عربية بفوز مرسي وعلى رأسها دولتا الكويت والإمارات. كما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بنتائج الانتخابات المصرية وهنأت الرئيس الفائز على لسان عضو لجنتها التنفيذية صائب عريقات.
ردود فعل عالمية مرحبة
من جانبها أبدت إسرائيل "احترامها" لفوز مرشح الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة في مصر ودعت الإدارة الجديدة في القاهرة إلى الحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان بعد إعلان فوز مرسي بالرئاسة خلفا للرئيس المخلوع حسني مبارك "تشيد إسرائيل بالعملية الديمقراطية في مصر وتحترم نتيجتها". وقال البيان "تتوقع إسرائيل استمرار التعاون مع الإدارة المصرية على أساس معاهدة السلام بين البلدين التي هي في مصلحة الشعبين والتي تسهم في الاستقرار الإقليمي".
وهنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الرئيس المصري الجديد محمد مرسي مؤكدا أن فرنسا "على استعداد للعمل معه" ومعربا عن الأمل في "مواصلة العملية الانتقالية التي بدأت في البلاد في 2011". وبدورها هنأت واشنطن مرسي بفوزه برئاسة مصر ودعته إلى الوحدة الوطنية والتواصل مع كل القوى لتشكيل حكومة جديدة واحترام حقوق كل المواطنين المصريين. كما دعت واشنطن مصر إلى الإبقاء على دورها ك"ركيزة للسلام الإقليمي".
من جانبه هنأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيج مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي بفوزه في انتخابات الرئاسة المصرية ودعاه لمراعاة حقوق كل المصريين. وكتب هيج في تغريدة بصفحته الرسمية على موقع تويتر بعد إعلان النتائج "انتخب شعب مصر رئيسا جديدا. أهنئه وأهنئهم بالنتيجة وبالعملية السلمية". وأضاف في تغريدة ثانية "آمل أن يظهر الرئيس الجديد لمصر قيادة مبكرة فيما يتعلق بالإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية وحقوق كل المصريين رجالا ونساء".
وصرح السفير التركي بالقاهرة حسين عونى بوظصالى بأن نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر تعنى أن "مقعد مصر على طاولة الديمقراطية وانضمامها لعائلة الدول الديمقراطية قد أصبح جاهزا لها". و في أول رد فعل من جانب سفير أجنبي بمصر على فوز مرشح الإخوان المسلمين في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية قال "إن الشعب المصري أصبح مستعدا للديمقراطية التي هي طريق طويل ولكنه ملهم بإرادة الشعب". وأعرب عن أمله بأن ينعم شعب مصر دوما بالتقدم والرفاهية والعزة.
اهتمام إعلامي أمريكي بفوز مرسي
بدورها اهتمت الصحف الأمريكية البارزة بنبأ فوز مرسي برئاسة مصر، حيث تباينت ردود فعلها على وصول مرشح الإخوان إلى سدة الحكم في مصر. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها على شبكة الانترنت تعليقا على فوز مرسي أن جماعة الإخوان المسلمين باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى من حلمها الخاص ببناء "ديمقراطية إسلامية جديدة" بعد 84 عاما من ممارسة نشاطها في الخفاء وداخل السجون. وأضافت أنه بإعلان فوز مرسي تكون الجماعة فازت بانتصار رمزي وحصلت على "سلاح جديد" في صراعها على السلطة مع المجلس العسكري الحاكم لمصر.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فكتبت تقول إن فوز سياسي إسلامي محسوب على الإخوان المسلمين، سوف يبعث برسائل وموجات صدمة عبر العالم العربي الذي كان خاضعا على مدار عقود لسيطرة حكام أوتوقراطيين علمانيين مدعومين من الغرب. أما صحيفة لوس "أنجليس تايمز" فقالت من جانبها إن فوز مرسي "التاريخي" يعد تتويجا لهدف الإخوان منذ عقود بتوسيع شبكتها الواسعة من البرامج الدينية والاجتماعية بعد وصولها على رأس السلطة السياسية. وتابعت الصحيفة أن الرئيس الجديد يرمز لصراع طويل ودموي ولم يحسم بين الإسلام السياسي والحرس القديم العلماني.
(أ ح/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي