Der neue Duden ist da
٢٣ يوليو ٢٠٠٩صدرت الطبعة الجديدة من قاموس اللغة الألمانية "دودن" العريق، متضمنة 135 ألف كلمة، منها خمسة آلاف كلمة جديدة لم تكن مدرجة من قبل ضمن مفردات اللغة الألمانية. والكثير من تلك الكلمات التي أصبحت بشكل الآن رسمي جزءاً من اللغة الألمانية مشتقة من كلمات شائعة في اللغة الانكليزية. ولكن بعض الكلمات الجديدة مستلهم من قضايا معاصرة كالأزمة العالمية مثلاً، أما البعض الآخر منها فيعكس ببساطة لغة العصر، إذ تم اشتقاقها من تصريف كلمات مثل "تويتر" وغيرها، وهي مرتبطة بمواقع إليكترونية معروفة على شبكة الانترنت أو باستخدامات أخرى على علاقة بالتكنولوجيا المعاصرة وخاصة في مجال الاتصالات.
وإذا اختلط الأمر على المرء في كيفية لفظ كلمة من الكلمات الجديدة، فما عليه إلا أن يستعين بالطبعة الجديدة من قاموس "دودن"؛ فالقاموس لا يقتصر فقط على توضيح اللفظ والمعاني وقواعد التصريفات اللغوية، وإنما يحتوي كذلك على نصف مليون من الأمثلة التوضيحية. وإذا رغب المرء فيمكنه التعرف من خلال القاموس على أحب الكلمات إلى قلب فيرنر شولتسه شتوبنرشت الذي يرأس هيئة تحرير قاموس "دودن". وهذه الكلمة هي "Sommermärchen" أو "أسطورة صيفية". وكما يقول شتوبرشت فإن هذه الكلمة التي ارتبطت بكأس العالم عام 2006 تحمل دلالات إيجابية وتمثل وصفاً جيداً للمهرجان الكروي العالمي الذي احتضنته ألمانيا.
معايير إضافة المفردات الجديدة
إن القرار بشأن إضافة مفردات جديدة إلى القاموس الألماني العتيق يقع على عاتق هيئة تحرير دار دودن للنشر التابعة لمعهد بروكهاوس البيبليوغرافي. وهناك بعض الصفات التي لا بد من توفرها في الكلمة المراد إضافتها، ومنها مثلاً الشيوع، أي مدى ذيوع استخدام الكلمة المعنية بين المتحدثين باللغة الألمانية. وقد كانت هذه المهمة أكثر مشقة في الماضي، حيث كان على العاملين في هيئة التحرير قراءة كل الصحف المطبوعات والكتب، ورصد عدد الكلمات ومدى تكرارها. لكن اليوم تغير الحال وأصبح الأمر في غاية اليسر باستخدام جهاز الكومبيوتر. وكما يقول شتوبنرشت فقد "تم الآن إعداد نسخ إليكترونية من كل الكتب والمطبوعات، وبالإمكان إجراء مسح للكلمات لمعرفة تلك التي يتكرر استخدامها بشكل كبير."
مخاوف من تنامي عدد الكلمات ذات الجذور الأجنبية
وفي هذا السياق يمكن الاستخلاص بأن الكلمات التي تجد طريقها إلى التدوال بكثرة، هي ذات أصول أجنبية من اللغات الأخرى كاليابانية والأسبانية. لكن عدد الكلمات الدخيلة على الألمانية من هاتين اللغتين لا يضاهي عدد تلك المشتقة من اللغة الإنجليزية. ويشعر الخبراء اللغة بالقلق من تزايد الاتجاه لتضمين كلمات أجنبية في قاموس اللغة الألمانية، والتساؤل هو ما إذا كانت اللغة الألمانية في طريقها للاندثار، وما إذا كانت تتعرض باستمرار إلى نوع من التمييع.
لكن رئاسة التحرير القائمة على قاموس دودن على علم بهذه المخاوف، ويجد شولتسه شتوبنرشت أن دار نشر دودن لا تلعب دور الرقيب، ولا تضطلع بدور حماية مفردات اللغة الألمانية، بل هو أداة في يد الجميع لخدمة كل من يسعى للحصول على معلومات عن اللغة الألمانية.
هل تحتاج اللغة إلى حماية؟
إن قضية زيادة الكلمات الدخيلة إلى اللغة الألمانية النقطة هي بالضبط موضع نقد بعض الخبراء في مجال اللغة. والسؤال هنا هو: هل الواجب حماية اللغة الألمانية؟ وهل هناك حاجة إلى مؤسسات متخصصة لتتولى مهمة خلق الكلمات الجديدة والحفاظ على صبغتها الألمانية؟ لا يتفق رئيس هيئة تحرير دار نشر "دودن" مع المطالب التي تذهب إلى هذا الحد، فهو يعتقد أن المواطنين ليسوا بحاجة إلى وصاية وأن بإمكانهم التوصل بأنفسهم إلى قرار في هذا الشأن.
وفي هذا السياق يشير شتوبنرشت إلى وجود كلمات ألمانية تستخدم في ألمانيا على نطاق واسع مثل كلمة "Rechner" أي "حاسوب" على الرغم من وجود أصل انجليزي لها وهي كلمة "كومبيوتر". وإذا ما كان أحدهم يفضل استخدام كلمة "Fahrstuhl" أو "Aufzug" وكلاهما تعنيان "مصعد" بالألمانية، فإن الآخر قد يحبذ الكلمة الإنجليزية وهي "Lift". وكما يرى شتوبنرشت فإذا لم تعجب كلمة بعينها أحدهم، فعليه ببساطة عدم استخدامها.
الكاتب:بنيامين فوست/نهلة طاهر
مراجعة: عماد م. غانم