ضعف التمويل المالي يهدد بقاء جامعة جاكوبس الخاصة
٢٠ فبراير ٢٠١٤دعم سياسيون وعلماء في مدينة بريمن عام 2001 إنشاء أول جامعة شاملة خاصة في المدينة وهي جامعة "جاكوبس"، والتي كان من المخطط أن تكون جامعة يتوجه إليها طلاب العلم من شتى بقاع الأرض .إلا أن توقعات الجامعة بالحصول على فوائد مالية كبيرة قد خابت. وهو ما دفع جامعة جاكوبس إلى الإعلان عن خطة إعادة هيكلتها، لتشمل تصغير الجامعة والاستغناء عن حوالي ربع الوظائف التدريسية والإدارية في غضون أربع سنوات. كما سيتم التركيز على احتياجات السوق في تحديد التخصصات الدراسية المطروحة، آملة بذلك جمع عدد أكبر من المنح الدراسية للطلاب والفوز بالمزيد من المهام البحثية لطلاب الدكتوراه.
قلة الممولين من القطاع الخاص
تحظى جامعة جاكوبس الخاصة بمستوى علمي جيد في الأوساط الأكاديمية الألمانية. كما تتعاون مع جامعة بريمن في مبادرة التميز على مستوى ألمانيا. ويذكر أن لغة التدريس في جامعة جاكوبس هي اللغة الإنجليزية. لكن المشكلة ليست في الطرح العلمي والأكاديمي، بل المالي. فالجامعة لم تحقق من الأرباح إلا ما تحتاجه لاستمرار بقائها. إلا أن الخطة الأصلية كانت مختلفة، ففي البدء وافقت حكومة بريمن آنذاك على دعم سخي لإطلاق المشروع بلغت قيمته حوالي 110 مليون يورو. وكان من المفترض أن تتبع هذه الخطوة تبرعات عديدة من القطاع الخاص وهو ما لم يتحقق. ويعترف هاينر هيسلر من الهيئة الدولية للاقتصاد في بريمن: " كان من المتوقع أن تحقق الجامعة وجودها عبر دفعة مالية واحدة في رأس مالها لتستمر بالبقاء بعدئذ بمساعدة الداعمين من القطاع الخاص.كان هناك بعض الداعمين، لكنهم لم يكونوا بقدر الحاجة". لذلك، كان لابد لولاية بريمن من التدخل مالياً مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة.
صعوبة تمويل المواد المطروحة
لا تعاني الكليات الخاصة في ولاية شمال الراين وستفاليا من ذات المشكلة. إذ أعلنت الكليات الخاصة في هذه الولاية مؤخراً عن تضاعف عدد طلابها في السنوات الخمس الماضية. ووفقا لاتحاد المانحين للعلوم الألمانية، فإن الكليات الصغيرة المتخصصة في مجالات الاقتصاد والقانون تحقق نجاحا على نحو متزايد. إذ ركزت على التعليم ذي الرسوم الجامعية أكثر من البحوث باهظة الثمن. أما جامعة جاكوبس، فتطلعت منذ انطلاقها للمزيد. فقدمت مجموعة واسعة من المواد محاولة منافسة الجامعات الحكومية. من ضمنها مواد وأبحاث مكلفة مادياً، كالهندسة والعلوم الطبيعية.أما الركيزة الثانية فيها فهي العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي قلما تجلب اهتمام الممولين.
ظلال الأزمة المالية على التبرعات لجامعة جاكوبس
أعلن، كلاوس جاكوبس، الرئيس العام آنذاك لشركة القهوة الشهيرة جاكوبس، عن تبرعه للجامعة قبل الأزمة المالية العالمية بمائتي مليون يورو خلال خمس سنوات، مشترطاً تبرع ولاية بريمن بخمسة وعشرين مليون بورو أيضاً. لكن الأزمة المالية ساهمت في تحطيم الأمل في ربيع جديد للجامعة، فحبطت خطة دعم رأس مال الجامعة.
خطة ثلاثية لدعم الجامعة
اليوم، تواجه الجامعة مخططاً جديداً لإعادة الهيكلة، والذي طرحته ولاية بريمن ومؤسسة جاكوبس، فعلى الجامعة قريباً تحقيق ذاتها بذاتها بعيداُ عن الدعم الحكومي. حتى ذلك الحين، وعدت ولاية بريمن منحها 15 مليون يورو خلال السنوات الخمس المقبلة. كما سيضيف الراعي الصغير للجامعة كريست جاكوبس مساهمة مالية بعد عام 2017. ويأمل الأخير من زملائه في السوق الاقتصادي زيادة نشاطهم مستقبلاً على صعيد دعم التعليم الأكاديمي للشباب. فيقول:"أعتقد أننا في ألمانيا بحاجة إلى استيعاب قيمة التعليم والأبحاث، وأنه لابد لنا من استقطاب الأشخاص القادرين على أداء هذه المهام بشكل واضح".
ويتعلق نجاح جامعة جاكوبس في تحقيق ذاتها بعد عام 2017 في بريمن على عدة أمور، منها برنامج إعادة الهيكلة هذا. وتعي الرئيسة الجديدة للجامعة، كاتيا فيندت، صعوبة هذه المهمة، لكنها أيضاُ متفائلة إذ تقول "إنه طموح، أجل! سنمر بأوقات عصيبة، لكننا سنجتازها".