صور واقعية لمشاريع الاندماج ـ فرانكفورت وشتوتغارت نموذجا
١٢ يوليو ٢٠٠٧حول أسباب نجاح مدينتي شتوتغارت وفرانكفورت في تحقيق نجاح في مجال دعم عملية إدماج المهاجرين، خاصة وأن الحضور الأجنبي بهما قوي مقارنة بالعديد من المدن الأخرى، قام موقعنا بإجراء حوار مع مكتبي إدماج المهاجرين التابعين لبلديتي شتوتغارت وفرانكفورت.
شتوتغارت: ازدهار اقتصادي وثقافي بفضل تعددية المجتمع
مدينة شتوتغارت الواقعة في الجنوب الألماني تتميز باقتصاد مزدهر يعود بالدرجة الأولى إلى صناعة السيارات التي تتطلب إلى يد عاملة مؤهلة، وهو ما يفسر الحضور الأجنبي القوي منذ الستينيات، حيث تناهز نسبة المهاجرين ثلث عدد السكان الذي يبلغ 600 ألف نسمة. في هذا الإطار يقول غاري بافكوفيتش، المكلف بشؤون الأجانب لدى بلدية شتوتغارت إن "مدينة شتوتغارت تتميز منذ فترة طويلة بحركية دينماكية في المجالين الاقتصادي والثقافي وذلك بفضل مساهمة اليد العاملة الأجنبية." كما أنه يرى أن الأجانب إثراء للمجتمع وليسوا متطفلين عليه لأن حضورهم يضفي صبغة تعددية ويساهم في التنوع الثقافي والعرقي للمدينة.
ويضيف بافكوفيتش وهو بوسني الأصل أن لكل المواطنين الذين يعيشون في ألمانيا الحق في التمتع بنفس الفرص والحظوظ في المجتمع أيا كانت انتماءاتهم العرقية والدينية والثقافية، وأن وجودهم يعتبر كسبا لأي مجتمع. وهذا ما فهمه صناع القرار في مدينة شتوتغارت واتبعوه في سياستهم لإدماج المهاجرين وهو ما يفسر النجاح الذي حققته المدينة.
فرانكفورت: الأجانب جزء لا يتجزأ من المجتمع
تم قبل نحو عشرين عاما في فرانكفورت الواقعة على نهر الماين تأسيس أول مكتب يعنى بشؤون المواطنين الأجانب، خاصة وأن مدينة البنوك التي تعتبر أيضا بمثابة العاصمة المالية ليس لألمانيا فحسب وإنما لكل أوروبا، تتميز تركيبتها السكانية بالتعددية العرقية والدينية، حيث تبلغ نسبة الأجانب ربع سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 650 ألف نسمة. ويؤكد مدير مكتب إدماج المهاجرين لدى مدينة فرانكفورت جون كلود ديالو على أن هذه التعددية تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الذي يستفيد بصفة كبيرة من الاستثمارات واليد العاملة الأجنبية، كما أن الوجود الأجنبي يساهم في تعزيز انفتاح المدينة على العالم.
على صعيد آخر يؤكد جون كلود ديالو وهو من أصل إفريقي، قدم إلى ألمانيا قبل أربعين عاما للدراسة، يؤكد على أهمية احتضان فرانكفورت لمواطنيها الأجانب والترحيب بهم واحترام حقوقهم بمختلف انتماءاتهم العرقية والثقافية والدينية، غير أنه يقول في نفس الوقت إن "عملية الاندماج ليست طريقا في اتجاه واحد وإنما يتعين على الأجانب أن يظهروا استعدادهم للاندماج في المجتمع الألماني وأن يساهموا بطريقة فعالة في هذه العملية ويعتبر تعلم اللغة الألمانية من أهم الخطوات الضروية في هذا الطريق."
تعلم اللغة الألمانية ضروري للاندماج الأجانب
من جهته يؤكد غاري بافكوفيتش على مدى أهمية تعلم اللغة الألمانية للاندماج في المجتمع الألماني، خاصة وأن دروس تعليم اللغة الألمانية تعد من بين الخدمات التي يقدمها مكتبه في شتوتغارت، إذ يقول إنه عندما قدم من البوسنة والهرسك إلى ألمانيا مع والديه وهو طفل صغير، تبين له في ذلك الوقت ضرورة تعلم اللغة الألمانية حتى ينجح في حياته.
وعلى الرغم من النجاحات المسجلة في إدماج الأجانب في مدينتي شتوتغارت وفرانكفورت إلا أن نسبة 20 بالمائة من التلاميذ الصغار من عائلات مهاجرة لا يتقنون اللغة الألمانية، كما أن عدد التلاميذ المسجلين في المدارس الثانوية يعتبر ضئيلا جدا. وعليه يتعين فعل المزيد حتى تصبح المساواة في الحظوظ أمرا واقعيا، حسب مكتبي إدماج المهاجرين في شتوتغارت وفرانكفورت.