الاتحاد الأوروبي يدعو لوضع آليات محددة لمواجهة مشكلات الاندماج
١١ مايو ٢٠٠٧في إجتماع خاص بحث الوزراء المسؤولون عن الاندماج في دول الاتحاد الأوروبي في مدينة بوتسدام الألمانية قضايا الهجرة إلى أوروبا واندماج الأجانب فيها، بالإضافة إلى آفاق التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي في كيفية وضع الحلول والآليات المناسبة للتعاطي مع قضايا الاندماج وإشكالاته بطريقة فاعلة. وقد شارك في الاجتماع أيضاً فرانكو فراتيني، نائب رئيس المفوضية الأوروبية وكذلك وزراء الدول المرشحة للانضمام للاتحاد الاوروبي وهي كرواتيا ومقدونيا وتركيا. ومن جانبه، شدد فراتيني على ضرورة وضع برامج وخطط عمل محددة لتحقيق الاندماج، مشيراً في الوقت ذاته إلى حاجة الاتحاد الأوروبي للمزيد من المهاجرين.
وعلى الرغم من تقدم أكثر من مليون ونصف شخص بطلب للهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي سنوياً، إلا أن دول الاتحاد لم تبدأ بالتركيز على قضية الاندماج إلا مؤخراً. لذا وللمساهمة في مواجهة هذه القضايا قررت المفوضية الأوروبية منذ عدة أيام تخصيص 825 مليون يورو لدعم مشاريع الاندماج في الاتحاد الأوروبي على مدى خمسة أعوام.
قضية الاندماج تحد كبير لأوروبا
وقال وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله في مستهل الاجتماع غير الرسمي إن قضية اندماج ملايين الأجانب الذين يعيشون في أوروبا مسألة لها أولوية قصوى وأحد أهم التحديات أمام الاتحاد الأوروبي. هذا ويتوقف نجاح عملية الاندماج على السياسة الداخلية للدولة بشكل كبير، حيث هناك عدد من الدول التي تعطي اهتماماً خاصاً للاندماج، مثل أسبانيا التي خصصت مثلاً ملياري يورو لخطط الاندماج، إلا أن التعاون على المستوى الأوروبي في غاية الأهمية، لأن الكثير من المشكلات تتشابه كما أوضح شويبله. وأضاف أيضا قائلاً: "من الخطأ إضفاء الطابع المركزي على كل شيء".
غير أن مشكلة الاندماج مشكلة تواجه كل الدول الأوروبية، لذلك فمن الممكن أن تتعلم بعض الدول من خبرات دول أخرى". وفي هذا الإطار، أشار شويبله إلى ما تواجهه فرنسا مثلاً من صعوبات في التعامل مع الجيل الثالث من أبناء المهاجرين، بينما شدد على ضرورة ترك أمور أخرى كقضايا داخلية خاصة بكل دولة على حدة مثل قضية عمل الأجانب.
أمثلة إيجابية للاندماج
كما عرض فراتيني أيضاً أثناء الاجتماع بعض النماذج الإيجابية لعملية الاندماج والتي يمكن أن تكون مثلاً يحتذى في الدول الأخرى، من ضمنها ألمانيا التي بدأت بادرت بعقد مؤتمر الإسلام لدعم آليات اندماج المسلمين في المجتمع الألماني. وقال في هذا الإطار: "الاندماج يعني أن يتفق الناس على نفس المبادئ الرئيسية. أي أن المهاجرين يجب أن يقبلوا القوانين والأسس والقيم الرئيسة المتبعة في أوروبا مثل حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة وغيرها. هذه هي قيمنا الرئيسية ويجب على كل من يرغب في الاندماج في دول الاتحاد الأوروبي أن يحترمها. ولذلك يعتبر حوار الحضارات والأديان في غاية الأهمية"، في حين أكد شويبله أيضا على أهمية أن يشعر المهاجر بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع.
اقتراحات مستقبلية
اقترح فراتيني كذلك أن يتم الاعتماد بشكل أكثر على الهجرة محددة المدة لمواجهة مشكلة نقص الكفاءات، وأن تفتح أوروبا أبوابها بشكل أوسع للمهاجرين من الدول الإفريقية، على أن يقضوا فقط مدة محدودة في أوروبا. وهو ما اعتبره فراتيني في مصلحة الجانبين، حتى لا تخسر الدول الأصلية للمهاجرين كفاءاتها بشكل مستمر، كما هو الحال الآن وهو ما اعتبره في الوقت ذاته جزءاً من الحل لمشكلة الهجرة غير الشرعية. الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 40 مليون شخص يعيشون داخل دول الاتحاد الأوروبي ينتمون إلى جنسيات أخرى، كما أن هناك 15 مليون شخص في ألمانيا ممن يطلق عليهم "ذوي الأصول الأجنبية".