صعوبات في طريق توسيع حلف الناتو نحو الشرق
٧ مارس ٢٠٠٨واجهت خطط توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) صعوبات خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء أمس الخميس(6 مارس/آذار) بسبب خلاف حول اسم مقدونيا وعدم الاتفاق حول توثيق العلاقات مع أوكرانيا وجورجيا. وفي المقابل، أحرز وزراء الخارجية تقدما حول تدشين استراتيجية شاملة في أفغانستان تهدف إلى تجاوز الانقسامات بين الدول الاعضاء والتي طال أمدها.
فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيطلق استراتيجية شاملة في أفغانستان بهدف تجاوز الانقسامات القديمة داخل الحلف. وتجمع الاستراتيجية بين طلبات بعض الحلفاء بالتركيز على قتال حركة طالبان ورغبة آخرين في تقديم المزيد على صعيد إعادة الإعمار وبناء الدولة. وقال كوشنير إن الاستراتيجية ستعمل على الوصول إلى اتفاق مشترك بين الحلفاء للاستمرار في القيام بدور في إعادة الإعمار في أفغانستان على المدى البعيد بالإضافة إلى آفاق عملية التسليم التدريجي (لشئون البلاد) للسلطات الأفغانية على كافة المستويات".
وقال مسئولون إنه من المتوقع أن يتم إطلاق استراتيجية الناتو بشأن أفغانستان خلال قمة الحلف المقررة في العاصمة الرومانية بوخارست في الفترة من 2 إلى 4 نيسان/أبريل. جدير بالذكر أن الولايات المتحدة دعت حلفائها مرارا لإرسال مزيد من القوات بينما هددت كندا بسحب قواتها البالغ قوامها 2500 جندي من إقليم قندهار الذي يعج بالاضطرابات إذا لم يرسل أعضاء آخرون في الحلف المزيد من القوات. وكانت ألمانيا رفضت إرسال قواتها إلى الجنوب الافغاني وفضلت بدلا من ذلك إرسالهم إلى الشمال الذي يتميز بهدوء واستقرار نسبي.
اليونان تعرقل انضمام مقدونيا
كما تناولت مناقشات الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الحلف في بروكسل إمكانية دعوة ألبانيا وكرواتيا ومقدونيا للانضمام للحلف. وبالرغم من اعتراف الأمين العام للحلف ياب دي هو شيفر بأن الدول الثلاث عملت جاهدة "للوفاء بالمعايير التي حددها الناتو لأعضائه" إلا أن اليونان عرقلت مساعي مقدونيا بالانضمام للحلف حيث اعترضت على اسم "مقدونيا" لانها ترى انه ينطوي على اطماع في أراضي إقليم مقدونيا الشمالي اليوناني مسقط رأس الاسكندر الاكبر.
واتهمت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس مجددا حكومة مقدونيا بالتعنت وتطبيق مبادئ ذات صبغة قومية. وأضافت الوزيرة "لا يحب أحد (اللجوء إلى) الفيتو، ولكن ليس أمامنا خيار آخر". وقال مسئولون إن دعوة مقدونيا إلى الانضمام للحلف لن تتم قبل أن تحل مشكلة الاسم الخاص بها، وذلك لضرورة موافقة الدول الأعضاء الست والعشرين كافة على انضمام دول جديدة.
أوكرانيا وجورجيا تتطلعان للانضمام
وعقد الوزراء أيضا جولة أولى من المحادثات حول تطلعات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف. بيد أن محدودية تأييد الشارع الأوكراني الانضمام للحلف يقف كواحد من أكبر العقبات أمام حصول أوكرانيا على عضوية الحلف وذلك في الوقت الذي أعربت فيه ألمانيا ودول أوروبية أخرى عن تشككها حول فرص جورجيا في الانضمام، بسبب الأزمات المتجمدة في المنطقة. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بداية المحادثات "لن أخفي شكوكي.. ولكننا سنناقش الأمر بمنتهى الهدوء اليوم".
وتشعر العديد من الدول الأعضاء بالحلف بالقلق أيضا من تعزيز العلاقات مع دولتين واقعتين على الحدود الروسية، الأمر الذي قد يزيد من التوترات مع روسيا. وقال الأمين العام للحلف دي هوب شيفر "آمل أن نتمكن من القول إن أسرة الناتو تنمو مجددا بحلول موعد قمة (بوخارست)". وأعرب الوزراء أيضا عن ارتياحهم لعدم نشوب عنف عرقي في كوسوفو منذ إعلان الإقليم الذي تقطنه أغلبية ألبانية عن استقلاله عن جمهورية صربيا في السابع عشر من الشهر الماضي. وتتمركز قوات الناتو في كوسوفو منذ عام 1999 بعد ان وضعت حملة جوية للحلف استمرت 78 يوما حدا لصراع عرقي في الإقليم.