انطلاق مؤتمر الأمن الدولي وسط استمرار الجدل حول مهمة الناتو في أفغانستان
٨ فبراير ٢٠٠٨تبدأ اليوم الجمعة(8 فبراير/شباط) فعاليات المؤتمر الدولي لسياسات الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية وسط أجواء يخيم عليها جدل شديد حول مهام حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. وسيبدأ المؤتمر رقم 44 بمأدبة عشاء مساء اليوم يلقي خلالها الرئيس الصربي بوريس تاديتش كلمة بينما سيكون الافتتاح الرسمي للمؤتمر غدا السبت بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بجانب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس والأمين العام لحزب الناتو ياب دي هوب شيفر ووزير الخارجية الروسي سيرجي ايفانوف. ويشارك في المؤتمر 350 ضيفا بينهم عدد من رؤساء الدول بالإضافة إلى نحو 40 من وزراء الخارجية والدفاع.
مهمة أفغانستان الصعبة
يأتي مؤتمر ميونخ في وقت لا تزال فيه الخلافات داخل حزب الناتو بشأن مهمة قواته في أفغانستان مستمرة. فخلال مؤتمر وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الذي انتهي في العاصمة الليتوانية أمس الخميس حذر وزيرالدفاع الأمريكي من حدوث انقسامات داخل الحلف منتقدا ما أسماه "الانقسام الطبقي" داخله، حيث تضطلع بعض أعضاء الحزب فقط وحدها بالمهام القتالية. وطالب جيتس من دول الحلف إرسال قوات دون قيود في التفويض الممنوح لها. جدير بالذكر أن القوات الألمانية المتمركزة في أفغانستان تضطلع بمهام إعادة الإعمار شمال أفغانستان ولا تشارك في العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية المضطربة.
الحكومة الألمانية من جانبها تبدي تمسكا بموقفها الرافض للمشاركة في العمليات القتالية جنوب أفغانستان، مما قد يعني أن شبح قضية أفغانستان سيظل مخيما على أعمال المؤتمر. فقد صرح اليوم وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية جيرنوت ايرلر بأن بلاده تقوم بمهمتها في أفغانستان على أكمل وجه، مشيرا إلى حجم القوات الألمانية الذي يقدر حاليا بـ 3200 جندي إضافة إلى مشاركة طائرات التورنادو الألمانية في المهمات الاستطلاعية. وقال ايرلر إنه ليس من العدل الآن مطالبة ألمانيا بفعل المزيد. وأضاف ايرلر في مقابلة له مع إذاعة ار.بي.بي الألمانية أن بلاده فقدت أكثر من 20 جنديا في أفغانستان، وأنه ليس من الصحيح أن البعض يقوم بالمهام الصعبة بينما ينعم الآخرون بالراحة. يذكر أن وزير الدفاع الألماني يونج سبق وأن أعلن رفض بلاه القاطع للمطالب الأمريكية بإرسال قوات ألمانية إلى المناطق الجنوبية في أفغانستان.
"عالم مضطرب"
ويعقد المؤتمر الذي يستمر حتى يوم الأحد تحت شعار: "عالم مضطرب. قوى متغيرة. استراتيجيات غائبة". وسيحضر المؤتمر للمرة الأولى محمد البرادعي المدير العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويرى مراقبون أن من بين القضايا التي ستكون مثار نقاش في المؤتمر: قضية إقليم كوسوفو الذي يرغب في إعلان استقلاله، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
في الوقت نفسه، دعت جماعات يسارية إلى تنظيم مظاهرات مناهضة للمؤتمر. وخصصت الشرطة في ألمانيا نحو 3700 من أفرادها لتأمين المؤتمر وسط توقعات بمشاركة نحو ستة آلاف شخص في المظاهرات المناهضة للمؤتمر.