الناتو يطلب رسميا من ألمانيا نشر قوات تدخل سريع في أفغانستان
٢٩ يناير ٢٠٠٨أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية اليوم الثلاثاء في برلين أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) طلب رسميا من ألمانيا المشاركة بجنود في "قوة التدخل السريع" المزمع نشرها في شمالي أفغانستان. ومن المنتظر أن تجري الحكومة الألمانية مشاوراتها لبحث إمكانية إرسال قوات قتالية إلى أفغانستان.
وكان البرلمان الألماني قد وافق في وقت سابق باستثناء كتلة حزب اليسار على خطط الحكومة الألمانية بشأن إرسال وحدة قتالية للتدخل السريع من الجيش الألماني لأفغانستان. ويرى المراقبون أن من شأن طلب الناتو الرسمي أن يثير مخاوف في ألمانيا من حدوث تغيير كبير في دور الجيش الألماني في أفغانستان من مهمة إعادة إعمار وتدريب بالأساس إلى مهمة ذات طبيعة قتالية بدرجة أكبر. ومن المقرر أن تحل "قوة التدخل السريع" محل قوة نرويجية قوامها 350 جنديا ستغادر أفغانستان في تموز/يوليو القادم.
يونج في كابول
في غضون ذلك وصل وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج إلى أفغانستان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا والتقى في كابول الرئيس الأفغاني حامد كرازاي. وصرح يونج عقب اللقاء بأن الرئيس الأفغاني أشاد بمهمة الجيش الألماني في أفغانستان وبمساعدة برلين لدعم البنية التحتية في البلاد.
وأضاف الوزير أنه أكد لكرازاي أن ألمانيا تعتزم المشاركة بشكل أقوى في بناء الشرطة الأفغانية والقوات المسلحة وأشار في الوقت نفسه إلى عدم اتخاذ قرار بعد بشأن مشاركة ألمانيا في قوات التدخل السريع. غير أنه أكد في الوقت ذاته أن مهمة القوات الألمانية قد تتعدى إلى مهام قتالية، وذلك وفق ما جاء في موقع تاجزشاو الالكتروني.
تسليح الجيش الأفغاني
من ناحيته طالب وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك المجتمع الدولي بتسريع الجهود لتحسين قدرات الجيش الأفغاني لمواجهة الضربات المتزايدة التي تنفذها حركة طالبان. وفي مؤتمر صحافي مشترك في كابول مع نظيره الألماني يونغ قال واردك إن وجود جيش أفغاني قوي هو الطريقة الوحيدة لتعزيز السلام الدائم في البلاد. وأضاف "الطريقة الوحيدة لضمان الأمن الدائم لهذا البلد هي تمكين الأفغان أنفسهم من الدفاع عن بلادهم"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
انتقادات
كما وجه وزير الدفاع الألماني انتقادات لرئيس رابطة الجيش الألماني بيرنهارد جيرتس الذي قال إن التجهيزات العسكرية للقوات الألمانية في أفغانستان غير كافية رغم احتمال تعرضها لاشتباكات مباشرة مع المقاتلين الأفغان.
وقال يونج إن قيادة الجيش الألماني تبذل ما في وسعها لتأمين سلامة الجنود من خلال تزويدهم بوسائل الحماية اللازمة. وفي السياق ذاته أشار تقرير نشرته مجلة "فوكوس" الألمانية في وقت سابق إلى أن القوات الألمانية في أفغانستان لا تمتلك ذخيرة الهاون المناسبة، بالإضافة إلى عدم توفر مراقبين لحركة الطيران.
يذكر أن ألمانيا تشارك بأكثر من ثلاثة آلاف جندي ضمن قوات المساعدة الأمنية (إيساف) التي يقودها الناتو في أفغانستان. وتتمركز القوات الألمانية في شمال البلاد. كما تساهم ألمانيا بست طائرات استطلاع تورنادو في أفغانستان فضلا عن الوحدات المساندة لها.