صحف: "تقليص واشنطن مساعداتها لمصر يضعف دورها بالمنطقة"
١٥ أكتوبر ٢٠١٣
اعتبرت صحف أوروبية أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما تقليص المساعدات العسكرية والمدنية المخصصة لمصر، من شأنه إضعاف واشنطن في التأثير على الاستقرار في البلد الواقع في قلب منطقة الشرق الأوسط. وعللّت الولايات المتحدة قرارها بأنها تريد حث حكومة حازم الببلاوي المدعومة من قبل الجيش على "السير في طريق الديمقراطية". وفي هذا الإطار كتبت صحيفة بازلر تسايتونغ (Basler Zeitung) السويسرية تقول:
"لو كان أوباما يسعى فعلا إلى إعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح، لما عمل على توقيف المساعدات المخصصة للقاهرة، وإنما لكان قد استخدمها كورقة ضغط للدفع وبسرعة نحو تنظيم انتخابات جديدة في بلاد النيل. وما من داع لقلق النظام العسكري المصري لملء الفراغ الناجم عن توقيف المساعدات الأمريكية، فهو يحصل على أموال من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. ذلك أن هذه الدول تعهدت للعسكر وبعد سقوط مرسي بتقديم قرض بقيمة 12 مليار يورو، أي أضعاف المساعدات الأمريكية السابقة. ومن خلال نيته تلقين درس للجيش المصري، أضعف أوباما من موقف الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط المتأزمة. ويأتي ذلك في الوقت الذي كثف فيه الجيش المصري من عملياته ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء. إذن فمعاقبة القاهرة في الوقت الراهن ليس له أي معنى".
بدوره، حظي الملف السوري باهتمام واسع من قبل المعلقين الأوروبيين، خاصة بعد منح منظمة حظر الأسلحة الكيماوية جائزة نوبل للسلام تزامنا مع بدء عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية. ونوهت صحيفة نويه أوسنابروكه تسايتونغ (Neue Osnabrücker Zeitung)الألمانية بانضمام سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، معتبرة أنها خطوة تشير إلى جانب معطيات أخرى إلى تغيرات "إيجابية"، حسب الصحيفة:
"سوريا أصبحت اليوم عضوا كاملا في المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، أي تلك المؤسسة التي حصلت قبل فترة وجيزة على جائزة نوبل للسلام. يبدو الأمر للوهلة الأولى مجرد خبر عادي،لكن تغيير المواقف هذا ينطوي على أهمية ذات أبعاد تتجاوز مجرد إجراءات بروتوكولية: بهذه الخطوة يظهر بأنه في سوريا -ورغم الحرب الأهلية الطاحنة مع استمرار سقوط الضحايا– هناك أخيرا خطوات جوهرية قيد الإنجاز، حتى وإن تعلق الأمر بخطوات صغيرة.
من المؤكد أن خطوة هائلة سيتم إنجازها، في حال تمّ تقديم دعم أكبر للمزيد من اللاجئين (السوريين). أو إذا ما تم إيجاد مقاربة لحل يُخرج البلاد من دوامة الحرب الأهلية الفظيعة.لكن، لتحقيق تلك الأهداف السامية يتعين وبشكل خاص إطلاق بداية جديدة. وهذه البداية موجودة الآن، ليس لأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري يتعاونان مع بعضهما البعض وراء الكواليس فقط، وإنما لوجود معطيات أخرى، كإطلاق سراح أربعة موظفين من الصليب الأحمر والهلال الأحمر اختطفوا في وقت سابق.وهو الأمر الذي يدعو إلى تفاؤل حذر. وبدون عمل المنظمات الحيادية الدءوب، لأصبح تخفيف معاناة الشعب الذي يعاني من ويلات الحرب أمرا بعيد المنال".