صحف ألمانية: "مصر تحتاج إلى خطة بديلة"
٨ أكتوبر ٢٠١٣صحيفة كيلنر شتات- أنتسايغر اعتبرت أن هناك فهما خاطئا لدى الطبقة السياسية المصرية فيما يتعلق بمسألة التعامل مع السلطة فكتبت تقول:
"للطبقة السياسية في مصر فهم خاص في التعامل مع السلطة: إما كل شيء أو لا شيء. فمن يحصل على السلطة يدفع بكل الآخرين إلى الحائط بلا هوادة. والويل لمن انقلب سهمه في يوم من الأيام كما حدث لمرسي. وهكذا فإن حكام مصر الجدد الذين تم تعيينهم من طرف الجيش لا يعملون بطريقة أذكي من الإخوان الذين طردوا من الحكم. فأرضية تفكيرهم تنطلق من موقف خوض الصراع على السلطة حتى النهاية المريرة. وليس هناك من أدوات لوقف التصعيد، كما لا يوجد أيضا مكانا لاحترام المصالح الأساسية المشروعة أيضا للأقليات أو الفئات السياسية الأضعف. "
أما صحيفة غنرال أنتسايغر فقد عبرت عن اعتقادها أن عملية استبعاد الإخوان من العملية السياسية جاءت بنتيجة عكسية وكتبت تقول:
"لقد برهن الإخوان المسلمون والحركة المناهضة للانقلاب مرة أخرى على أن البلد لن يعود إلى حالة الطبيعية ماداموا مستبعدين من العملية السياسية. بالنسبة لمنظمة مثل جماعة الإخوان المسلمين وعمرها أكثر من 80 سنة، ولديها مئات الآلاف من الأعضاء والملايين من الأتباع لا يمكن التعامل معها ببساطة كمشكلة أمنية توصم بالإجرام. لأن هذا إجراء يأتي بنتيجة عكسية. التعددية السياسية في مصر بحاجة إلى تنازلات من طرف كل التيارات المختلفة. والخطة الحالية للجيش للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين كقوة سياسية لن تأتي بثمارها. لقد حان الوقت لخطة بديلة في مصر."
بينما رأت صحيفة البايس الإسبانية المنتمية لليسار الليبرالي أن الحكم العسكري لن يؤدي إلى التهدئة في مصر وقالت:
"تستغل القيادة العسكرية في مصر المعركة ضد الإسلاميين لتوطيد سلطتها. والمجتمع منقسم إلى معسكرين، والعنف يجعل آفاق المستقبل تبدو قاتمة. القيادة الكارثية للرئيس الإسلامي محمد مرسي قدمت للجيش فرصة العودة إلى السلطة. والمواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين لم تجلب الاستقرار لمصر، غير أنها زادت من شعبية الجيش. الإسلاميون بعنادهم وعدم كفاءتهم قادوا البلد إلى طريق مسدود. لكن الحكم العسكري كبديل لن يؤدي أيضا للتهدئة. فالحكم العسكري يعني العودة إلى عصور، يبدو أن مصر قد تجاوزتها فعلا."
وحول موقف بشار الأسد الحالي مع الإعلان عن البدء في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية كتبت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ تقول:
"اذا ما قامت سوريا بتدمير أسلحتها الكيماوية كاملا في الوقت المحدد لذلك، فسيكون ذلك بالتأكيد خبر جيد لمنطقة الشرق الأوسط. لكن ذلك لا يعني التحرك نحو حل للصراع ولو قيد أنملة. (...) لقد نجح بشار الأسد في استعادة مناطق من المعارضة بمساعدة قوية من ميليشيا حزب الله اللبنانية وحليفه الإيراني. ورغم أن الرئيس الأسد لن يكون قادرا على كسب الحرب عسكريا، وبالتالي على البقاء في منصبه، فإن نهايته لا تبدو حاليا في الأفق. وعلى كل حال فإن فكرة إعادة ترتيب الأمور في سوريا في الوقت الراهن من دون أن يكون للأسد دور فيها أمر غير واقعي، لأن روسيا الحامية له لن تقوم بشئ يؤدي إلى إسقاط حليفها في دمشق. وعلاوة على ذلك، فإنه من غير الواضح من سيمكن الاعتماد عليه مستقبلا في "حكومة ديمقراطية ذات قبول واسع".