صحف: تحرك ألماني في المنطقة العربية يواجه تحديات كبيرة
١٩ مايو ٢٠٢٣علقت صحيفة "فيلت" واسعة الانتشار على زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى قطر وقبلها السعودية بالإشارة إلى التراجع الذي شهدته العلاقات خلال الأشهر التي مضت مع البلدين، بسبب "رفض برلين الموافقة على بيع أسلحة للسعودية بسبب مشاركة الأخيرة في حرب اليمن".
كما أن القطريين منزعجون من الانتقادات الألمانية لوضع العمال الأجانب في قطر، وحقوق المثليين. وتضيف الصحيفة: "وجهة نظر الرأي العام الألماني تجاه المملكة العربية السعودية وقطر، بعبارة ملطفة، هي انتقادية، لا سيما في حزب (الوزيرة) بيربوك نفسه، حزب الخضر. لكن الآن يحدث شيء ما تم التكهن به منذ سنوات: قطر وألمانيا تبدآن حوارا استراتيجيا. بعبارة أخرى تعاون منظم طويل الأمد في العديد من مجالات السياسة، بما في ذلك الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية". وقالت الوزيرة بيربوك في الدوحة: "نريد العمل معًا بشكل أوثق على المستوى الدبلوماسي وتبادل الأفكار بشكل أكثر كثافة".
كما أضافت صحيفة "فيلت":
"مسالة حقوق الإنسان التي تستحق المزيد من الاهتمام، هي سجن الأشخاص الذين يجرؤون على انتقاد حكومتهم ومصالحها: إنها محنة السجناء السياسيين في جميع أنحاء العالم. ولطالما عاقبت السعودية والأنظمة الاستبدادية مثل الصين وروسيا المعارضين بأحكام سجن مروعة، لكننا نشهد الآن موجة جديدة من القمع. الأنظمة تفتح آفاقا جديدة للسيطرة على خصومها السياسيين والصحفيين والنقاد وفرض أجندتها الاستبدادية. ولمعاقبة عبارات الرأي البسيطة - ليس فقط الشخصية، ولكن أيضا تلك التي يتم تقديمها عبر الإنترنت وحتى في المنتديات الخاصة - يلجأون إلى مكافحة الإرهاب والتشهير وقوانين أمنية أخرى. كما في حالة سلمى الشهاب، التي تواجه 27 عاما في السجن، يليها حظر سفر لمدة 27 عاما لتغريدها على تويتر حول حملات تدافع عن حق المرأة في قيادة السيارة وتدعو للإفراج عن ناشطات بارزات".
كذلك تطرقت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتنونغ" لزيارة بيربوك إلى منطقة الخليج، وكتبت تحت عنوان: "أهلا بكِ في السياسة الواقعية":
"تحاول وزيرة الخارجية الألمانية في رحلتها الأولى إلى السعودية وقطر التوفيق بين القيم الأخلاقية والمصالح الاقتصادية. الأمر ليس سهلا - بسبب بشار الأسد أيضا".
وأضافت الصحيفة: "في مدينة جدة السعودية، لم تفوت الوزيرة أبدا فرصة مدح مضيفيها، بسبب الإصلاحات التي يعيد بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بناء بلاده بيد ثقيلة من الأعلى، وأيضا بسبب دور الرياض في السودان، حيث تتوسط بين طرفي الحرب، كما قامت بإجلاء مواطنين غربيين". كما امتدحت بيربوك: "الإرادة السعودية لإنهاء الحرب الدموية في اليمن، حيث حاولت المملكة لسنوات دون جدوى هزيمة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران".
وتحدثت الصحيفة عن الإحراج الذي واجهته بيربوك بسبب التطبيع العربي مع بشار الأسد، قائلة:
"في الغرب، لا يزال الحاكم السوري يعتبر مجرم حرب ويخضع لعقوبات شديدة. فيما جرت إعادة تأهيله الآن في العالم العربي. وخلال زيارتها، كررت بيربوك الإشارة إلى أن التنازلات للنظام السوري لا يجب أن تكون دون مقابل".بيربوك من الدوحة: لا يمكن للجامعة العربية تجاهل وحشية الأسد
لكن الإحراج للوزيرة يتمثل في أنها "غادرت جدة، وبعدها بأيام قليلة حضر الشخص المنبوذ سابقا إلى ذات المدنية للمشاركة في قمة الجامعة العربية، لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، دون أي شروط مسبقة حقيقية. لا توجد إشارة أوضح من ذلك ترسلها دول الخليج إلى الغرب".
فيما تحدثت صحيفة "تاغس شبيغل" عن الدور الجديد الذي يسوقه ولي العهد السعودي لنفسه كأمير للسلام، وذلك بالإشارة إلى "دعوة جامعة الدول العربية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كضيف شرف على القمة المنعقدة في جدة". وقالت الصحيفة: إنه "من المقرر مناقشة المفاوضات المحتملة بين موسكو وكييف في المدينة الساحلية السعودية. هل تعتقد الدول العربية أنها تستطيع المساعدة كوسيطة لإنهاء حرب مدمرة في أوروبا؟".
وبينت الصحيفة أن هدف ولي العهد السعودي، من لعب دور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا هو: "إظهار الفخر والطموح والثقة بالنفس... والآن يريد أن يظهر بدعوة زيلينسكي: انظروا! أنا ألعب مع الكبار فعلا. بهدف تحسين سمعة المملكة العربية السعودية، وسمعة ولي العهد".
ف.ي