صحف أوروبية: محاكمة مرسي جزء من الصراع بين العسكر والإخوان
٥ نوفمبر ٢٠١٣صحيفة "زوددويشته تسايتونغ" علقت على محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والوضع المصري المضطرب، فكتبت:
"ما حدث اثناء افتتاح محاكمة مرسي تجاوز حدود الفوضى المستمرة التي تعرفها مصر، مثلما يعرف هذا البلد الشمس وجريان النيل. الرئيس الإسلامي المعزول حوّل جلسة المحاكمة إلى منبر لإعلان مواقفه السياسية، فوصف سقوطه بأنه انقلاب عسكري، وأعلن أن المحكمة غير شرعية، معلناً أنه ما يزال الرئيس الشرعي للبلاد، مُصرا على حقه.
هذا الأمر كان محرجا بالنسبة للنظام الذي يسيطر عليه الجيش. فالشعب والعالم يجب أن يروا أن الحكومة المصرية تقف في موقف متسامح وعادل حتى مع أشد خصومها - وذلك بأن يحظى مرسي وبقية المتهمين من الإخوان المسلمين بمحاكمة نزيهة وعادلة".
وتحت عنوان "خطر التحول لمحاكمة صورية" كتبت صحيفة "نويه أوزنابروكر تسايتونغ":
"هذه الضجة المصاحبة لبدء محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي تتماشى تماما مع الوضع الفوضوي السائد هناك. فباستمرار يطالب مرسي بالعودة إلى منصبه، ويعلم بأن أتباعه يقفون خلفه. وبالمقابل فإن الحكومة العسكرية لن تقبل بغير إدانته.
ويفترض أن يكون القضاء مستقلاً رسميا. ولكن بدون شك فإن المحاكمة مهددة بأن تكون محاكمة صورية: لأن الجنرالات لن يرضوا بأي بديل عن حكم الإدانة، الذي سيكون مكملا مثاليا لإستراتيجيتهم في شيطنة الإخوان.
مرسي متهم بالتحريض على قتل متظاهرين. ولكن الحقيقة تقول: عندما فض الجيش خلال الأشهر الماضية مظاهرات لأنصار مرسي قُتل متظاهرون أيضا. وحتى الآن لم يتم توجيه اللوم لأيٍ أحد من الجيش. هذا الواقع يكشف بأن حكام مصر الجدد يطبّقون، وبدون خجل، سياسة الكيل بمكيالين غير المقبولة اليوم".
صحيفة "باديشه نويسته ناخريشتن" الصادرة في مدينة كارلسروه تناولت بدورها ذات القضية فكتبت:
"لم تكسر شهور السجن محمد مرسي: استغل الرئيس المصري السابق الفرصة أمام المحكمة للحديث.
المشاهد الصاخبة داخل قاعة المحكمة وفي محيطها أظهرت أن مصر لن تعرف الهدوء قريبا. إذ أن مؤيدو ومعارضو مرسي يقفون وجها لوجه وفي تصادم حاد. فالإخوان المسلمون يواصلون العمل ضد "انقلاب" الجيش، الذي حرمهم من بناء دولتهم الإسلامية المأمولة. أما بالنسبة للحكام الجدد في القاهرة فإن مرسي هو مجرم عنيف، اذ سمح بموت المحتجين وهو على علم بذلك.
لم تكد جلسة المحاكمة تبدأ حتى انتهت. وفي بداية يناير يفترض أن تستأنف. ولكن لا أحد يعتقد أن شيئا سيتغير بحلول ذلك التاريخ. الإخوان المسلمون معتادون على الحظر. فقد بقيت جماعتهم محظورة رسميا على مدى عقود - وبعد ذلك نجحت في تعزيز قاعدتها في الأحياء الفقيرة في مدن مصر. البلاد في أزمة اقتصادية عميقة، وستبقى السياحة تعاني من معضلة كبيرة، طالما أن الوضع الأمني في البلاد لم يتحسن. والكراهية بين المعسكرين يمكن أن تتفجر من جديد في صورة قتل وضرب وغيرها من أعمال العنف".
الوضع السياسي في مصر كان محط اهتمام صحيفة "إل موندو" الإسبانية أيضا، حيث كتبت الصحيفة الصادرة في مدريد:
"لا يمكن للانتخابات المزمع إجراؤها في مصر في فبراير من العام القادم أن تعرف النجاح إذا لم تسبقها عملية مصالحة. ودون توافق جميع القوى السياسية، ستساهم هذه الانتخابات في تعميق الجراح فقط. الولايات المتحدة مستعدة لإعادة تقديم المساعدات العسكرية الكاملة، إذا شرع الحكام العسكريون في التفاوض مع الإسلاميين. ولكن هؤلاء يتعرضون للقمع من قبل السلطات. لا يمكن للغرب أن يسمح بسقوط مصر في أيدي الإسلاميين المتطرفين. ولكن يجب أن لا يسمح أيضا باندلاع حرب أهلية في بلد شديد الأهمية من العالم الإسلامي".
من جانبها تناولت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" موضوعا آخر، حيث علقت على جولة وزير الخارجية الأميركي الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط بالقول:
"زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى منطقة الشرق الأوسط، مع محطات في مصر والسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل، هدفت إلى إعادة الحضور الأميركي إلى المقدمة في هذه المنطقة متعددة النزاعات. ولكن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط تبدو في وضع حرج في أجزاء عدة. فلا تقدم في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك منذ استئنافها في يوليو الماضي، ولا يوجد أي إشارة تدعو للتفاؤل.
كما أن التقارير تتزايد مؤخرا بأن العائلة المالكة في السعودية بدأت تفقد صبرها إزاء السياسة الأميركية المترددة والمتذبذبة، وتحاول السعودية مع دول خليجية أخرى أخذ زمام المبادرة بيدها إزاء القضايا التي تهمها".