صحف أوربية: الاتفاق مع إيران فرصة لتغيير نحو الأفضل
٢٦ نوفمبر ٢٠١٣إعلان
البداية بصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" (Frankfurter Allgemeine Zeitung) التي تناولت في تعليقها أبعاد الاتفاق المؤقت بشأن البرنامج النووي الإيراني وأهمية الموازنة بين سياسة الترغيب والترهيب إزاء القيادة الإيرانية:
"الانتكاسة قد تحدث في حال قامت إيران خلال الأشهر الستة المقبلة بتنفيذ كل ما اتفق عليه في جنيف، ولكنها لم تظهر أي استعداد لاتخاذ المزيد من الخطوات بعد ذلك. عندها سوف يثبت ما إذا كان التصميم الملفت للنظر من قبل مجموعة الستة حقيقيا أم مجرد واجهة. (...) على أوباما ألاّ يخشى الآن من إقدام الكونغرس على فرض عقوبات جديدة على إيران، لأن تلك العقوبات يمكن أن تكون مكملة لحزمة المليارات التي قدمت لإيران، لتكون بمثابة عصا بيد ممثلي الشعب الأمريكي من أجل الضغط على القيادة الإيرانية في طريقها الطويل نحو الرشد والعقلانية".
من جهتها، ركزت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" (Neuer Züricher Zeitung) السويسرية على الآثار المترتبة على هذا الاتفاق بالنسبة لإسرائيل فكتبت:
"هذا الاتفاق مع إيران يعني واقعا جديدا بالنسبة لإسرائيل، عليها أن تتكيف معه. الولايات المتحدة وأوروبا على استعداد لقيادة حوار مع إيران، وابتعدتا بالتالي عن سياسية المواجهة ضد طهران. وإذا كان الاتفاق سيمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية وسيقود إلى مزيد من السيطرة على أنشطتها النووية، فإن هذا الأمر في مصلحة إسرائيل أيضا، حتى ولو بقي احتمال امتلاك إيران لقنبلة نووية قائما. ونظرا للشروط التي يتضمنها الاتفاق المؤقت، فلم يعد لدى إيران بالتأكيد أي وسيلة لتطوير قدرات نووية شاملة بشكل سري، وبالتالي يزول خطر المواجهة مع القوة النووية إسرائيل".
وكذلك صحيفة "لايبزيغر فولكستسايتونغ" (Leipziger Volkszeitung)تناولت بالتحليل الاتفاق المؤقت حول البرنامج النووي الإيراني:
"يجب ألاّ يتحول العالم تلقائيا إلى مكان أكثر خطورة، كما صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين) نتنياهو بغضب. ولكن الاتفاق النووي مع إيران يثير تساؤلات. (...) هل تكفي اللهجة المعتدلة للحكام الجدد في طهران للسماح بقليل من البرنامج النووي ولو بشكل مؤقت؟ هل تسلك إيران حقا - بعد فترة المحرض أحمدي نجاد - طريق السلام؟ الرئيس الأمريكي أوباما يؤمن بالتغيير نحو الأفضل. إنها بجميع الأحوال صفقة محفوفة بالمخاطر. ولكنه يستند على أمل في أن تخفيف العقوبات والسماح بأنشطة نووية خفيفة من شأنه أن يدعم القوى المعتدلة في إيران وبالتالي تجنب خطر نشوب حرب على المدى الطويل. إنه تصور يمكن أن ينجح، ولكنه قد يفشل أيضا".
أما صحيفة "برلينر تسايتونغ" (Berliner Zeitung) فتناولت دور الرئيس الأمريكي أوباما في الاتفاق مع إيران وقبله اتفاق تدمير الترسانة الكيمائية السورية، مشيرة إلى بعض المفارقات في ذلك، فعلقت تقول:
"للمرة الثانية خلال وقت قصير تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيّرا غير متوقع نحو الأفضل، فقبل ثلاثة أشهر فقط استجابات سوريا لدعوات المجتمع العالمي ووافقت على تدمير ترسانتها الكيميائية. هذان الحدثان هما من مفارقات التاريخ: ففي هذه الفترة بالذات التي يعاني فيها أوباما من تراجع شعبيته في داخل الولايات المتحدة وخارجها، يسجل فيها أكبر نجاحات سياسته الخارجية. فبعد أربع سنوات على القرار المتسرع جدا بمنح الرئيس الأمريكي جائزة نوبل للسلام، هاهو اليوم على الطريق الصحيح لإثبات أنه يستحق هذه الجائزة".
ومثل العديد من الصحف الفرنسية علقت صحيفة "ليبراسيون" (Libération) على الاتفاق في النزاع النووي مع إيران:
"يجب علينا ألاّ نقلل من أهمية اتفاق جنيف. بالتأكيد لم يتغير مستقبل الشرق الأوسط، ولكنها المرة الأولى التي يشهد فيها حوارا بين نظام الملالي في إيران وبقية العالم: حول القضية المركزية وهي التسلح النووي، ولكن في النهاية أيضا حول دور طهران في المنطقة. بطبيعة الحال، فإن الاتفاق مؤقت، وكل شيء يمكن أن يحدث في غضون ستة أشهر. المتطرفون من كلا المعسكرين: سواء المتشددون في إيران، أو تحالف سعودي-إسرائيلي بدعم من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، سيسعون بكل قواهم لإفشال المفاوضات. ويبقى الأمل معلقا على الدبلوماسية، التي نجحت في جنيف لحين، في أن تنجح في وضع أسس لاتفاق دائم".
إعلان