صحف ألمانية: كم ثورة ستتحمل مصر بعد؟
٢٠ ديسمبر ٢٠١٢
حول الوضع في مصر كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ":
"منذ ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالدكتاتور حسني مبارك، والصراعات في مصر يتم خوضها في شوارع البلاد وكذلك التعرض للمؤسسات الحكومية. والحكم على قضية بأنها عادلة أو غير عادلة يقرره عدد المتظاهرين والمضربين. والعنف في المظاهرات بات أمراً طبيعياً، إذ حلت قنابل المولوتوف محل الشعارات والأسلحة النارية محل مكبرات الصوت. كما تتعرض مقرات الأحزاب للهجوم وللإحراق، فيما يهدد المتعصبون بـ "تطهير" وسائل الإعلام غير المرغوب فيها ... والمؤسسة الوحيدة التي يبدو أنها نجت من هذا كله هي المؤسسة العسكرية، التي توهم الشعب بأنها تقف إلى جانبه، بينما تقوم في ذات الوقت بحماية الدولة ومحاولة البقاء على الحياد".
وتضيف الصحيفة بأن "السياسة المصرية تقترب بذلك من أن تصبح شبيهة بلعبة "الميكادو": فمن يتمكن من سحب العود الصحيح من بين كومة الأعواد سيكون الفائز، ومن يسحب العود الخاطئ سيخسر. وبشكل مستغرب يظهر الرئيس مرسي قدرة محدودة على لعب هذه اللعبة ... الدولة تخسر كل قيمة لها وتستبدل بمجموعات تدعي أنها تمثل تلك الدولة، أي كما حدث في العراق ولبنان من قبل. ولذلك يصعب إرجاع الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق. ويبقى السؤال: كم من الانتفاضات والثورات ستكون مصر قادرة على التحمل بعد؟"
صحيفة "فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ" أيضاً أعربت عن قلقها من الوضع في مصر، إذ كتبت تقول:
"إن استمرار المواجهات هو مبرمج، فالإخوان المسلمون لم ينجحوا في إقناع المتشككين بعدم فهم أغلبيتهم البرلمانية على أنها ستمهد لنظام شمولي. أما المعارضة فهي تتصرف وكأن أغلبية التيارات الإسلامية ستعني إقصاءها من العملية السياسية. وبهذا يقف المعسكران في مواجهة بعضهما البعض دون أي أمل بالمصالحة. لم يتوقع الرئيس مرسي أن إعلانه الدستوري في الثاني والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي سيوحد صفوف ثلاث قوى معارضة تتكون من الناشطين ذوي التطلعات المثالية والحرس القديم من المعارضين العلمانيين وممثلي النظام القديم الذين يحاولون الحفاظ على مصالحهم الشخصية فقط".
وتتوجه الصحيفة إلى المعارضين بالقول:
"كما يجب على المعارضة أن تتحمل الاتهامات الموجهة إليها بأنها تساعد في عودة النظام القديم إلى الساحة السياسية، والنتيجة هي أن السلفيين المتزمتين، الذين كانوا قد تخلوا عن الإخوان المسلمين أثناء المداولات حول الدستور، اتحدوا مع الإخوان واصطفوا وراء مرسي. والرسالة التي قد يستخلصها مرسي من المواجهات التي وقعت في الأسابيع الماضية هي أنه في مصر قد ولى الوقت الذي تتخذ فيه نخبة مترفعة عن الشعب من الرجال الطاعنين في السن لوحدها قرارات خلف أسوار عالية".
من جانبها، علقت صحيفة "مونشينه ميركور" على الأوضاع في سوريا، وأبرزت مخاوفها من تغلغل إسلاميين متطرفين في صفوف المعارضة المسلحة، إذ كتبت تقول:
"إنه لأمر يدعو للسخرية أن يجد منتقدو (الرئيس السوري بشار) الأسد في الغرب أنفسهم تحالف غريب مع الأعداء اللدودين لثقافتهم. والسؤال الذي ينهض هنا هو لماذا يمكن أن ينجح في سوريا ما مُني بفشل ذريع في العراق أو أفغانستان وما يقف على حافة الانهيار في ليبيا وفي مصر "المتمدنة"، ألا وهو تحويل النظام الدكتاتوري إلى نظام يستند على رغبة السواد الأعظم من الشعب؟ فإذا لم يدافع الشعب السوري بنفسه عن سرقة ثورته من قبل المتطرفين، فإن هناك خطراً من تحول سوريا في نهاية الأمر إلى دولة فاشلة".
أما صحيفة "هاندلزبلات" الصادرة في مدينة دوسلدورف فكتبت بدورها تقول:
"الوضع بالنسبة للسوريين لا يمكن وصفه إلا باليائس. ويبقى الأمل الوحيد هو تحرك روسيا وإيران سياسياً من أجل إقناع الأسد بالرضوخ لمطالب المجتمع الدولي، وهو ما يبدو غير متوقع في الوقت الراهن. ولم يعرض الغرب بعد أي صفقة ترضي هاتين الدولتين. ومن الظاهر أن موسكو وطهران لم تتخليا عن الأسد بعد. لكن إذا ما تركتا هذا الطاغية يسقط، فإن النظام السوري سيزول بسرعة".