صحف ألمانية: قطر تلاكم على مستوى أكبر من وزنها
١٨ سبتمبر ٢٠١٤تصدرت زيارة الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى برلين اهتمام الصحف الألمانية الصادرة اليوم الخميس (18 أيلول/ سبتمبر 2014). وتباينت المواقف من الإمارة الخليجية ودورها في منطقة الشرق الأوسط، جمعنا بعضها في التعليقات التالية:
فحول أهمية الاستثمارات القطرية في ألمانيا ودورها في عدد من الملفات، كتبت صحيفة فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ (Frankfurter Allgemeine Zeitung) معلقة:
العلاقات الألمانية مع الإمارة الخليجية الصغيرة، لكن الغنية قطر، تبرز أن سياسة ألمانيا الخارجية يمكن أن تتجاوز الدعم الاقتصادي البحت، على الرغم من أن الكثيرين من المواطنين ومدراء الشركات يتمنون ذلك. فقطر، التي بفضل عطش الغرب للطاقة، تلاكم على الساحة الدولية على مستوى أكبر من وزنها، تعد في ألمانيا مستثمرا مهما في عدد من كبريات المؤسسات الاقتصادية كمصرف دويتشه بنك أو سيمنس. وبالمقابل فهي تتدخل كثيرا في أزمات الشرق الأوسط وتشارك فيها أحيانا بشكل يتضارب مع المواقف الغربية. وحول مسألة التعامل مع حركة حماس لم تتمكن المستشارة الألمانية والأمير القطري في برلين سوى أن يسجلا أن مواقفهما متباينة. ولحسن الحظ اتسمت مواقفهما بالتناغم في خصوص محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالرغم من أن الإرهابيين لم يعودوا بحاجة للأموال الخليجية بعد سيطرتهم على مناطق شاسعة (في سوريا والعراق). والتحالف الدولي بحاجة ماسة إلى كل مساعدة ودعم، والدليل على ذلك أن هناك حديثا في واشنطن حول إمكانية استخدام قوات على الأرض.
وحول دور قطر في المشاركة في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" علقت صحيفة فرانكفورته روندشاو الألمانية (Frankfurter Rundschau) تقول:
يمكن لقطر أن تلعب دورا أساسيا في التعامل مع الإرهاب الإسلامي إذا تمكنت أنغيلا ميركل ويواخيم غاوك من معرفة موقف الأمير والضغط عليه لوقف تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" وكل التنظيمات المشابهة له. بيد أن هناك سؤالا آخر حول ما إذا كان يتعين على ألمانيا أن تشتري تعاون الدولة الخليجية من خلال تسليحها بالمدافع والدبابات الألمانية. ولا يمكن أن تكون الإجابة إلا بـ "لا". ولكن هناك مخاوف بألاّ يسمع الأمير هذا الرفض. ذلك أن المصالح السياسية والاقتصادية المرتبطة بقطر كبيرة جدا. (...) الشرق الأوسط بأسره منطقة أزمات لا مكان فيها للأسلحة الألمانية.
فيما ترى صحيفة شتوتغارته تسايتونغ (Stuttgarter Zeitung) في قطر الحليف الإستراتيجي في منطقة تعصفه بها الأزمات، إذ تكتب معلقة:
ربما هناك انتقادات يمكن توجيهها لقطر، ولكن هناك الكثير من الأمور التي تجعل من هذه الدولة حليفا إستراتيجيا لألمانيا في المنطقة. ذلك أن قطر لم تشارك في ملاحقة جماعة الإخوان المسلمين المعتدلة التي ما انفكت بقية دول الخليج ومصر تقومان به بشكل هستيري. كما أن قطر، بالإضافة إلى عمان، تربطها علاقات مهمة مع إيران، تبين أكثر من مرة أنها مفيدة جدا. كما أن لقطر قيادة شابة وكانت أول دولة خليجية يتم فيها نقل السلطة للجيل الجديد دون استخدام العنف. (...) قطر تبني كنائس لعمالها الوافدين، كما أن قادتها واعون لضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية لهؤلاء كي لا يخسروا شرف تنظيم المونديال. وفي العالم العربي ليس هناك شركاء مثاليون ولكن أسوء أو أفضل، وقطر تنتمي للمجموعة الثانية.
أما صحيفة صحيفة زود دويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) فأعربت عن حذرها إزاء أدوار قطر في عدد من الملفات في المنطقة وكتبت تقول:
.. (...) إمارة قطر تدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتأوي قيادة حركة حماس. ويشتبه في أن بعض الأثرياء قد مولوا تسليح إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية". كما أن فوز قطر بشرف تنظيم المونديال قد تحول إلى نحس تسبب في خدش صورة البلاد لأنه يبدو أن الإمارة ولبناء ملاعبها تسير على الجثث. ميركل وصفت زيارة الأمير إلى برلين على أنه بداية جيدة. الأمير انضم إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتعهد بتحسين ظروف عيش وعمل العمال الوافدين في بلاده. لكن تبقى هذه التعهدات إلى حد الآن مجرد تصريحات.
ش.ع/ أ.ح (DW)