صحف ألمانية: "على أوروبا ألا تواصل السكوت عن أكاذيب الدولة البوليسية التونسية"
١١ يناير ٢٠١١تحت عنوان "نظام استبدادي ووقح بشكل غير معقول" كتبت صحيفة "دي تاغستسايتونغ" Tageszeitung تقول:
"عندما يقوم خريجو جامعات شباب بإحراق أنفسهم بهدف لفت النظر إلى أوضاعهم، فإن هذا لا يظهر يأسهم وحسب، بل ويبرز أيضاً جهل بلادهم والدول الأوروبية بأحوالهم. إنهم يشعرون بالخيانة مرتين، لأن أوروبا تقبلت اللغة المزدوجة التي يستخدمها حكام بلادهم بكل صمت ومن أجل تمرير مصالح لها هناك، فتونس تعتبر بوابة سلسة للعالم العربي وجنة للسيّاح، والعالم يتعامل معها كدولة مثالية في منطقة المغرب، فالنساء متساويات في الحقوق مع الرجال، والعلمانية الجمهورية تم تطبيقها منذ فترة طويلة.
في موضع آخر من التعليق تضيف الصحيفة: من أجل محاربة الإسلام السياسي سكت الاتحاد الأوروبي عن شل المعارضة التونسية بكاملها، رغم أن منظمات مثل منظمة "مراسلون بلا حدود" صنفت تونس في المركز 164 من أصل 178 دولة في مجال حرية الصحافة. ورغم انتقاد عدد من منظمات حقوق الإنسان للنظام التونسي بسبب استخدام التعذيب، والقمع، والرقابة الحكومية.
وتختتم الصحيفة تعليقها بالقول: يجب على أوروبا أن لا تواصل السكوت عن الأكاذيب التي ترددها الدولة البوليسية التونسية، وأن لا تدعم مصالحها الاقتصادية. يجب عليها أن تأخذ أخيرا الاحتجاجات اليائسة والشجاعة على محمل الجد وأن تبحث عن شركاء سياسيين جدد هناك."
أما صحيفة "برلينه تسايتونغ" Berliner Zeitung فكتبت في نفس الموضوع:
"مئات الآلاف من الألمان يسافرون كل عام إلى شواطئ تونس. السياحة هناك في ازدهار، لكن يعتقد أن عدداً قليلاً فقط من السياح يدركون أنهم يقضون إجازتهم في دولة بوليسية تزوّر نتائج الانتخابات، وتسكت الصحافة، ويمارس التعذيب في سجونها. ولا عتب هنا على السياح، فوسائل الإعلام تصور تونس على أنها جنة مشمسة، ونادراً ما يسلط الضوء على الجوانب المظلمة هناك.
وفي مقطع آخر تستطرد الصحيفة القول: ربما قتل خلال الأيام الماضية في تونس عدد أكبر من الذين قتلوا في إيران على هامش الاضطرابات التي اندلعت إبان الانتخابات الرئاسية المختلف عليها عام 2009 . عندئذ انتقد ساسة كافة الأطياف السياسية في شتى أنحاء العالم الرئيس الإيراني انتقادا شديدا، لكن الدبلوماسية الدولية تعامل نظيره التونسي بحذر شديد.، فهم شاكرون لتعاونه في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وقبل كل شيء لأنه درأ الخطر الإسلاموي."
من جهتها علقت صحيفة "فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" Allgemeine Zeitung Frankfurterعلى الأحداث بالقول:
"كما هو الحال في الجزائر المجاورة، دفع اليأس الشباب في تونس للخروج إلى الشوارع. فرص العمل والمساكن قليلة، والكثير من حملة الشهادات الجامعية لا يجدون أي وظيفة مناسبة في المنطقة بأسرها. يضاف إلى ذلك أن الخوف من الإسلامويين والإرهابيين في تونس بالذات قضى على البقية الباقية من التعددية. وتشكو منظمة العفو الدولية منذ سنوات من ارتفاع عدد للمعتقلين السياسيين في تونس. وفي حال استمرار الاضطرابات يتوقف أيضا توافد السياح، لكن من غير المحتمل أن يسمح بن علي بمزيد من الحريات.
وتحت عنوان " فقر وظلم وثورة" نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" Süddeutsche Zeitung تعليقا على الاضطرابات في الجزائر جاء فيه:
"اليوم يواجه 70 بالمائة من الشباب الجزائري دون سن الثلاثين نظاما حكوميا هدفه الوحيد المحافظة على الوضع الراهن. وفي ظل هذا الوضع يبقى المستقبل المهني، وفرصة العمل، والمسكن، والزواج أحلاماً صعبة المنال. ولا توجد هناك أي فرصة للتأثير على الحياة العامة بطريقة شرعية، لذلك تبقى أعمال الشغب هي وسيلة التعبير الوحيدة. وتختتم الصحيفة تعليقها بالقول:
الحكومة الجزائرية لجأت إلى كل الوسائل المتاحة من أجل إخماد النيران المستعرة، مثل تخفيض الضرائب المفروضة على السكر والزيت بنسبة 41 بالمائة مؤقتاً ... لكن لا يدور أي حديث حول الإصلاحات، سواء في الجزائر أو في تونس."
إعداد: ياسر أبو معيلق
مراجعة: منى صالح