صحف ألمانية: تفجيرات الريحانية..المسمار الأخير في نعش الأسد؟
١٣ مايو ٢٠١٣اتهمت تركيا جماعة لها صلات بالمخابرات السورية بالمسؤولية عن تفجير سيارتين ملغومتين في بلدة تركية حدودية مما أسفر السبت (12 مايو/أيار) عن مقتل 46 شخصا، وقالت إن الوقت قد حان كي يتخذ المجتمع الدولي إجراء ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وزاد التفجيران اللذان وقعا في شارعين مزدحمين للتسوق في منطقة الريحانية المخاوف من امتداد الحرب في سوريا إلى الدول المجاورة رغم تجدد الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء القتال. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة برلينر تسايتونغ تقول:
"الاعتداء يعتبر في المقام الأول نتيجة للعجز المخزي الذي يتملك المجتمع الدولي في إنهاء الكارثة السورية. فالحرب الأهلية تتحول أكثر فأكثر إلى حريق عارم يستهدف أيضا دول الجوار. وبما أنه قلما يوجد عمود كهرباء في تركيا بدون كاميرا مثبتة عليه، كما أن تركيا حصلت فيما يبدو مسبقا على معلومات بشأن الاعتداء كان ممكنا التعرف بسرعة على مشتبه بهم. وفي حال تبين أن نظام الأسد هو المسؤول عن سقوط القتلى والجرحى، فإن الدول الغربية لا يمكن لها التنصل من إبداء رد فعل واضح. وهذا سيجعل الأمر أكثر إلحاحا للتوصل أخيرا إلى تفاهم مع روسيا حول نهج مشترك".
وحتى لو أن دمشق نفت أي مسؤولية لها عن التفجيرين، فإن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال إن الجناة من "منظمة إرهابية ماركسية قديمة" لها صلات بنظام الأسد. وقال أوغلو في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى برلين "حان الوقت كي يتحرك المجتمع الدولي سويا ضد هذا النظام"،
غير أن صحيفة كولنير شتات أنتسايغر أوصت في تعليق لها السلطات التركية بعدم فقدان الهدوء كي لا تتحول عدوى الاقتتال إلى الأراضي التركية، وكتبت تقول:
"تحركات النشطاء الأكراد في شمال سوريا الذين يقاتلون على ما يبدو إلى جانب نظام الأسد تعد هي الأخرى جزءا من الوضع المتشابك في هذا النزاع. السياسيون في أنقرة سيكونون على بينة من أمرهم إذا حافظوا على الهدوء وتخلو عن القيام بعمليات عسكرية انتقامية، وذلك رغم فظاعة الاعتداءات الإجرامية. فأي تدخل تركي قد يتسبب في تحويل الحرب الأهلية السورية إلى حريق هائل يكتسح بلدانا أخرى في الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس فإن الثبات هو مطلب هذا الظرف. وتركيا مطالبة قبل كل شيء باتخاذ هذا الموقف تماشيا مع دورها المنشود كمرساة استقرار للمنطقة".
وتتسبب أعمال العنف الممتدة إلى الأراضي التركية الحدودية مع سوريا في إثارة غضب المواطنين الأتراك الذين بدأ بعضهم ينتقد حكومة بلاده التي تتهم بالفشل في وقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي التركية. وبما أن تركيا تأوي آلاف اللاجئين السوريين، فإن غضب الأتراك بدأ ينصب على هؤلاء اللاجئين الذين يرون فيهم عنصرا خطيرا على استقرار الوضع في بلدهم، وفي هذا السياق كتبت صحيفة مركيشه تسايتونغ تقول:
"الاعتداء المزدوج يمكن أن يصبح المسمار الأخير في نعش الأسد. فتركيا تدرس فرضية التدخل في النزاع. والولايات المتحدة الأمريكية أكدت وقوفها إلى جانب أنقرة. فامتداد الحريق العارم المتخوف منه بات منذ مدة حقيقة واقعية، وذلك يعود أيضا إلى جمود القوى الغربية، وبالتالي قد تتحول الحرب الأهلية قريبا إلى معركة دولية".
كما اهتمت تعليقات بعض الصحف الألمانية بالانتخابات التشريعية في باكستان التي فاز فيها نواز شريف بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة. ويرى محللون أن الأخير سيكون على الأرجح حليفا "براغماتيا" للولايات المتحدة، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة هاندلسبلات تقول:
" نواز شريف الفائز في الانتخابات لم يحصل حسب آخر النتائج على الأغلبية الساحقة، لكنه حصل على نسبة من الأصوات تخوله بسهولة تشكيل حكومة. وبهذه النتيجة يكون شريف قد تغلب على حزب الشعب الحاكم إلى حد الآن وحزب نجم رياضة كرة الكريكت السابق عمران خان. وبما أن شريف تقلد سابقا في عام 1999 منصب رئيس الوزراء وتم الانقلاب على حكمه من طرف الجيش، فيمكن أن نتوقع أن يحاول بحذر تقليص نفوذ الجنرالات. ومن الناجية الاقتصادية فإنه يؤيد سياسة اقتصاد السوق الحر، وقد أعلن عن نيته دفع إجراءات الخصخصة وتحرير الاقتصاد إلى الأمام لتحفيز الاقتصاد".
أما صحيفة تاغستسايتونغ فقد استنتجت في تعليقها أن نتيجة الانتخابات التشريعية في باكستان تعكس صورة متناقضة، وكتبت تقول:
"الانتخابات البرلمانية في باكستان جاءت بنتيجة متناقضة: فالملايين يجابهون تهديدات طالبان ويمارسون حقهم في الاقتراع. كما أن الإسلاميين الراديكاليين لم يحصلوا على أصوات ُتذكر، في حين أنه مع فوز نواز شريف تمت مساعدة سياسي خيب الآمال أثناء ولايتي حكم سابقتين، ولا أحد تأسف لإبعاده من الحكم عبر انقلاب عام 1999. وبهذه المشاركة الأكبر في الانتخابات منذ زمن بعيد يكون الناخبون والناخبات قد برهنوا على أنهم يعتبرون الديمقراطية أفضل سبيل لاختيار حكومتهم. وهذا أمر يبعث على السرور نظرا لتهديدات طالبان التي لا يمكن التقليل من شأنها ـ علما أن الاعتداءات أدت في يوم الاقتراع وحده إلى مقتل 30 شخصا ـ إضافة إلى الحملة الانتخابية الدموية التي تسببت في مقتل أكثر من مائة قتيل".