شيمون بيريز يلقي كلمة تاريخية أمام البرلمان التركي
١٣ نوفمبر ٢٠٠٧يلقي الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز كلمة تاريخية اليوم الثلاثاء(13 نوفمبر/تشرين ثاني) أمام البرلمان التركي في أنقرة، إذ ستكون المرة الأولى التي يُدعى فيها رئيس إسرائيلي إلى برلمان دولة غالبية سكانها من المسلمين. وتأتي كلمة بيريز في إطار زيارته المشتركة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة التركية أنقرة.
وتكتسب زيارة بيريز وعباس أهمية خاصة كونها تأتي قبل مؤتمر السلام في مدينة أنابوليس الأمريكية المزمع عقده نهاية الشهر الحالي. وفي هذا السياق اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء ان اسرائيل ستنعم بالسلام اذا عقدت سلاما مع الفلسطينيين وانهت احتلال "الاراضي العربية". وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسين الاسرائيلي شيمون بيريز والتركي عبد الله غول "اذا تم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وانتهى احتلال الاراضي العربية، فان اسرائيل ايضا ستنعم في بحر من السلام والامن والاستقرار في الشرق الاوسط".
تحضيرات لمؤتمر السلام
ويتوقع اودو شتاينباخ رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في هامبورج أن تركز كلمة بيريز أمام البرلمان التركي على قضية ا لملف النووي الإيراني، إذ سيسعى إلى توضيح المخاوف الإسرائيلية إلى السياسيين الأتراك. ويرى شتيانباخ أن لقاء عباس ببيريز قد يكون الأخير بين الاثنين قبل عقد مؤتمر السلام المنتظر، وبالتالي قد يشكل فرصة طيبة لمناقشة بعض القضايا العالقة، لكن شتاينباخ يستبعد إمكانية وصول الجانبين إلى حدوث انعطافة ايجابية مفاجئة في المباحثات، وإنما يتوقع أن يتوصل الجانبين الإسرائيلي والتركي إلى اتفاق حول أجندة مشتركة خلال المؤتمر.
برود سياسي...
تأتي زيارة بيريز إلى أنقرة في وقت تعاني فيه العلاقات التركية الإسرائيلية من البرود، فالحكومة التركية لا تنظر بعين الرضا إلى التقارير الصحفية التي تشير إلى الدور الإسرائيلي في شمال العراق، فقد أوردت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في سبتمبر/أيلول 2006 أنباءً مفادها أن القوات الكردية العراقية تتلقى تدريبا عسكريا على يد خبراء إسرائيليين. ثم جاءت قضية الغارة الإسرائيلية على أهداف سورية في سبتمبر/أيلول الماضي لتزيد الطين بلة، إذ يُعتقد أن المقاتلات الإسرائيلية اخترقت المجال الجوي التركي خلال شنها الغارة.
من ناحية أخرى عبرت الإدارة الإسرائيلية عن امتعاضها من الاستقبال الرسمي الذي حظي به وفد من منظمة حماس في أنقرة العام الماضي. كما استاءت من التقارب التركي الإيراني الذي حدث في يوليو/تموز في قطاع الطاقة.
... ودفء اقتصادي
على عكس العلاقات السياسية تشهد العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا دفئا ملحوظا، فالجانبان يخططان لإنشاء شبكة خطوط مشتركة تربط بين مرفأ شيهان التركي وميناء حيفا في إسرائيل، وسيتم عبرها نقل النفط والمياه والكهرباء. وهو مشروع سيسعى بيريز لوضع الإطار السياسي له أثناء زيارته.
على صعيد آخر وقع الرؤساء الثلاثة على اتفاق لإنشاء منطقة صناعية مشتركة في الضفة الغربية. وأعرب بيريز عن ارتياحه لان "الاتفاق سينشئ وضعا يستفيد منه الجميع" مشيرا الى انه نال دعم كافة أحزاب البرلمان الإسرائيلي. وأضاف ان "نجاحه سيكون مساهمة حقيقية في السلام" في الشرق الاوسط. جدير بالذكر أن تركيا وقعت في كانون الثاني/يناير 2006 اتفاقا مع السلطة الفلسطينية واسرائيل لبناء منطقة صناعية في ايريز شمال قطاع غزة. لكن تنفيذ المشروع علق بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وتحاول الاطراف الثلاثة التوصل الى مبادرة من نفس القبيل في الضفة الغربية.