شرم الشيخ: ألمانيا تدق ناقوس الخطر بشأن تحديات المناخ
٦ نوفمبر ٢٠٢٢وصفت الحكومة الألمانية في مستهل مؤتمر المناخ العالمي COP 27 الذي ينطلق اليوم الأحد (السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) في مصر احتواء أزمة المناخ بأنه أولوية قصوى. وفي شرم الشيخ، أعلنت الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة ووزارة التنمية ووزارة البيئة الاتحادية في برلين أنها ستوحد جهودها لتعزيز الحماية الدولية للمناخ.
وانطلقت اليوم الأحد أعمال مؤتمر المناخ الحيوي الذي تنظمه الأمم المتحدة في مصر اليوم الأحد وسط توترات جيوسياسية ومجموعة من الأزمات المتشابكة، مما يقلل من التوقعات بحدوث تقدم باهر. ومن من المقرر أيضا أن يجتمع زعماء العالم في قمة للمناخ ضمن فعاليات المؤتمر تستمر يومين في شرم الشيخ، ابتداء من يوم غد الاثنين.
ويعقد التجمع الذي يستمر أسبوعين، والمعروف باسم كوب 27، في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر على خلفية الحرب الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.
ويأتي المؤتمر أيضا بعد أن تسببت الكوارث المناخية في خسائر فادحة في الأرواح وسبل العيش في أنحاء عديدة من العالم.
وسيجتمع ممثلون من حوالي 200 دولة لبحث كيفية احتواء ظاهرة الاحتباس الحراري وكيف يمكن تمويل الأضرار المناخية.
وقبل وقت قصير من انطلاق فعاليات مؤتمر المناخ العالمي كوب 27 في مصر، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحد من الاحتباس الحراري بأنه أولوية قصوى. وقالت بيربوك اليوم الأحد: "البشرية تتجه نحو الهاوية، نحو احتباس حراري بما يزيد على 2.5 درجة مئوية، يصحبه تأثيرات مروعة على حياتنا وعلى الكوكب الوحيد الذي نمتلكه". وأضافت بيربوك أن العالم لديه "كل الأدوات اللازمة في يده من أجل الحد من أزمة المناخ وذلك بالاستغناء عن مصادر الوقود الأحفوري والتوجه صوب مصادر الطاقة المتجددة في أسرع وقت ممكن."
من جهته، أكد وزير الاقتصاد وشؤون حماية المناخ الألماني روبرت هابيك ضرورة اتخاذ تدابير لمكافحة الاحتباس الحراري. وقال هابيك في رسالة عبر فيديو نُشرت على "تويتر" أمس السبت: "المجتمع الدولي لا يتحرك بالسرعة الكافية نحو الحياد المناخي"، مضيفا أن الاتجاه هو "بالأحرى الارتجاف ببطء حقا من حجم المهمة". وأكد هابيك أن حماية المناخ لا تتعلق بحماية المناخ نفسه، بل تتعلق ببقاء الجنس البشري، وقال: "حماية المناخ هي حماية البشرية - ولا أعتقد أن الجميع يفهم مدى إلحاح المسألة".
وفي مؤتمر المناخ، ستعمل ألمانيا على أن تكون لاعبا أساسيا وبناء جسور مهمة بين البلدان الصناعية والنامية"، كما أكدت وزيرة التنمية سفينيا شولتسه وقالت إن البلدان الفقيرة تطالب بحق بالتضامن، الذي لم تتلق البلدان الصناعية "استجابة كافية" له في السنوات الأخيرة.
كما دعت وزير البيئة شتيفي ليمكه إلى حماية الطبيعة، كي تتمكن من حمايتنا، وضمان التنوع البيولوجي والعمل على تحقيق أهداف باريس المناخية."
وكانت الدول الغنية قد تعهدت في عام 2009 بتقديم تمويل بقيمة 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 لحماية المناخ في الدول الفقيرة. ولم يجر الوفاء بهذا التعهد إلى حد كبير.
وسيتناول مؤتمر كوب 27 أيضا كيف يمكن أن يقتصر الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو هدف رئيسي تم تحديده في اتفاقية باريس لعام 2015. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس الماضي من الإخفاق في وضع الأهداف الضرورية والطموحة لمكافحة تغير المناخ.
وروجت مصر لمؤتمر "كوب 27" باعتباره قمة عمل وحذرت أصحاب المصلحة المعنيين بالمناخ من التراجع عن وعودهم السابقة. وعلى هامش المفاوضات العالمية، ستتناول أيام المناقشات قضايا مثل التمويل، وإزالة الكربون، والمياه، والزراعة، والطاقة ذات الصلة بتغير المناخ. وتعتبر المحادثات في مصر عودة إلى أفريقيا بعد ست سنوات، حيث عقدت "كوب22" في المغرب عام 2016.
ع.أ.ج/ ح ز (د ب ا، رويترز، ك ن ا)