شركة باسف (BASF) العملاقة تسابق العصر وتحتفل بعيد ميلادها الـ140
تعتبر شركة باسف BASF الألمانية العملاقة مثالاً لمؤسسة اقتصادية حافظت على هويتها ومواطن قوتها رغم الصعوبات المالية التي واجهتها في العقود الأخيرة. فمنذ تأسيسها في مدينة لودفغسهافن قبل 140 عاماً وهي تطبق مبدأ "الربط الكلي" في حلقة الإنتاج الكيميائي بين المواد الخام وبين بقايا عملية التصنيع، وهذا يعني أن بقايا أحد المنتوجات الكيميائية يُستخدم كمادة خام جديدة لمنتوج جديد آخر مما يشكل استغلالً شبه كامل للطاقة.
تكنولوجيا متفوقة وصيت فائق
حققت شركة الباسف نجاحاً كبيراً في مجال صناعة مواد الطلاء وصناعة الأسمدة حيث توسعت بشكل كبير وخاصة في فترة العشرينات. فلسفة الشركة وإستراتيجيتها البعيدة المدى، والتي تكمن في تطبيقها الدائم لمبدأ الربط الكلي في آلية الإنتاجج، أثبتتا دوما نجاعتهما التامة في مجال صناعة اللدائن (البلاستيك) حيث دفعت بها من نجاح لآخر لتصل بها إلى قمة شركات الكيمياء عالمياً. وعلى هذا النحو بقيت هذه الشركة العملاقة آخر ديناصور فاعل في قطاع الصناعة الكيمائية الألمانية وخاصة بعد ضمور الشركات الأخرى مثل باير وهوكست. وفي استبيان جديد لمجلة "فورتون" الأمريكية، التي تعنى بالشؤون الاقتصادية، اختار خبراء الاقتصاد شركة باست كأفضل "شركة في قطاع الصناعة الألمانية" في الوقت الحاضر، وكأفضل شركة كيميائية في العالم. ويعمل اليوم 82 ألف عامل ومهندس كيميائي لدى هذه الشركة في كل قارات العالم.
مستقبل واعد
سجلت شركة باسف في عام 2004 نمواً جيداً في أرقام مبيعاتها، وعلى الرغم من ذلك تريد إدارتها تسريح عدد كبير من العاملين في مقرها الرئيسي في مدينة لودفيغسهافن لتقليل عددهم إلى 000 32 عامل فقط. وعلى المدى البعيد ترى إستراتيجية الشركة فرص نمو كبيرة في الأسواق الآسيوية وتقوم حالياً بتدشين مصانع جديدة في الصين "لأن السوق الآسيوية هي أكثر الأسواق ديناميكية حالياً حيث وصلت نسبة نمو شركتنا إلى نسبة 13% " وذلك على حد قول مديرها يورغن هامبرشت. كما تخطط الشركة لاستثمار 6 مليار يورو في مصنعها الأم في لودفيسهافن سيخصص منها 700 مليوناً للبحث العلمي.