Boys' Day Jungen Frauenberufe
١٧ أبريل ٢٠١١حين يختار الرجال والنساء عملاً، فغالباً ما يتم ذلك وفق تصورات مسبقة للأعمال التي تجتذب النساء وتلك التي يحبذها الرجال، ولذلك تعمل النساء في مجال التربية والتمريض، بينما يختار الرجال أعمالاً تقنية. ومن أجل إلغاء هذه التصورات المسبقة عن دوري الرجال والنساء في المجتمع، أصبح يوم 14 نيسان/ أبريل من كل عام يوماً للفتيات. وفي هذا اليوم تقوم تلميذات المدارس الألمانية بتدريب ليوم واحد في مهنة يهيمن عليها الرجال من أجل التعرف على هذه المهن عن كثب. لمواجهة النقص في اليد العاملة المؤهلة في ألمانيا توجهت الأنظار قبل سنوات عدة إلى الفتيات لجذبهن إلى المهن التقنية والتي لها علاقة بالعلوم الطبيعية.
لكن الجديد في الأمر هو إعلان اليوم ذاته "يوما للشبان" أيضاً بسبب وجود مهن لا يعمل فيها سوى عدد قليل جداً من الرجال مثل مهن المؤسسات الاجتماعية وحضانات الأطفال. التلميذ كريستوف زنكوفسكي هو أحد هؤلاء القلائل الذين يهتمون بمهنة تربية الأطفال، الأمر الذي قاده إلى مدرسة ابتدائية.
شاب بين شابات
"لقد أجريت تأهيلاً اجتماعياً في حضانة الأطفال ولاحظت أن التعامل مع الأطفال يسعدني كثيراً وأنني قادر على كسب قربهم أيضاً"، يصف كريستوف، الذي يريد أن يصبح مربياً في المستقبل، اهتمامه بهذه المهنة. وكريستوف البالغ من العمر 22 عاماً هو في السنة الثانية من تخصصه وأنجز للتو دورة تأهيلية في إحدى مدارس بون.
وسبق له أيضاً أن اكتسب التجربة والخبرة في دور للحضانة حيث كان الشاب الوحيد في غالبية هذه الدور، التي تعمل فيها نساء في المقام الأول. وحتى في مدرسته المهنية فهو الشاب الوحيد بين فتيات صفه، لكن كريستوف يجد أنه ممكن للرجال أن يصبحوا أيضاً مربّين جيدين مثلهم مثل النساء.
وهذا بالتحديد ما تراه وزيرة شؤون الأسرة كريستينا شرودر التي وجهت نداءا لتكريس هذا اليوم "يوم الشبان" في كل ألمانيا. ويمكن لتلاميذ المدارس الألمانية هؤلاء، بين الصف الخامس والصف الثامن، زيارة المؤسسات والشركات المختلفة طول اليوم للإطلاع على المهن التي تعمل فيها النساء في العادة، مثل دور المسنين وحضانات الأطفال وغيرها. كما أن دولاً مجاورة مثل بولندا وجمهورية التشيك ولكسمبورغ أعلنت انضمامها هي الأخرى إلى هذا اليوم ومشاركتها فيه.
الصبر والتفهم مطلوبان
التعلم من التجربة العملية أمر مهم، "إذ من غير الممكن لأي شخص كان أن يصبح مربياً جيداً" على حد تعبير كريستوف، الذي يضيف: "يتوجب على المرء أن يكون متفهماً جداً وحساساً، وأن يكون قادراً على فهم الأطفال". وهذه من أهم الشروط التي يتوجب توافرها في المهنة.
وتتمثل مهمة كريستوف في رعاية الأطفال بعد انتهاء وقت المدرسة اليومي، فهو يساعدهم على انجاز واجباتهم المدرسية واللعب معهم لحين قدوم والديهم لتسلمهم. وتقول المسؤولة هناك إيفا روبيرتس إن وجود شاب يخلق أجواء أفضل للعمل وأكثر توازناً ملاحظة أن الأهل يفرحون لوجود شاب مع أطفالهم، خاصة الذكور منهم.
مشكلة تدني الأجور
وإلى جانب كريستوف يوجد في المدرسة أيضاً مسؤول اسمه باتريك ويعمل منذ أربع سنوات كمربٍ. وهو يجد نفسه سعيداً في هذه المهنة بسبب إيجابياتها لكنه يفهم، كما يقول، لماذا لا يرغب الرجال بالمهن الاجتماعية مشيراً إلى أن الأجر فيها منخفض، الأمر الذي دفع برفاق له كانوا معه إلى التحول إلى مهنة أخرى في دار العجزة لأن الأجر أفضل هناك.
ومع ذلك يأمل كريستوف بأن يكون "يوم الشبان" فاتحة لجذب أنظار الشباب إلى المهن الاجتماعية، وأكد أنه سيعمل في هذا الحقل عند انتهاء دراسته ليس فقط كمربٍ، بل يخطط كذلك لمتابعة تخصصه كمربٍ اجتماعي في معهد مهني عالٍ.
نينا ترويده/ اسكندر الديك
مراجعة: عماد م. غانم