سولانا متفائل بزيارة بوش رغم خلافات في وجهات النظر
٢٠ فبراير ٢٠٠٥اعتبر سولانا في حديثه أن صفحة الخلاف مع واشنطن بشأن العراق طويت. ويعكس هذا الأمر برأيه اختيار الرئيس بوش لبروكسل ومقر الناتو في أول جولة خارجية له خلال فترة حكمه الثانية. وكنوع من الاستجابة لتقارب واشنطن تجاه أوروبا سيفتتح الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين القادم مكتب اتصال في العاصمة العراقية بغداد بغية المساهمة بشكل أقوى في إعادة البناء هناك. وفي هذا الإطار يعتقد سولانا أنه لا ينبغي حصر مجالات التعاون بين ضفتي الأطلسي بمؤسسات الناتو. وعليه لا بد من توسيعها لتشمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تساهم في تعزيزها على مختلف الأصعدة.
الشرق الأوسط وإيران من محاور التعاون
على صعيد الشرق الأوسط رأى سولانا أن على الأوروبيين والأمريكان تكثيف جهودهم لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مشروع يقضي بإقامة دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب. وأضاف أن الأوربيين عازمون على تقديم المزيد من المساعدات في هذا الشأن رغم الصعوبات التي ما تزال تعترض المشروع. وبالنسبة لإيران جدد سولانا تفضيله لحل دبلوماسي يدفعها للتنازل عن أية خطط تهدف لإنتاج اليورانيوم المخصب من أجل إنتاج أسلحة نووية. غير أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تشارك في المفاوضات التي يجريها الاتحاد الأوروبي مع طهران بهذا الخصوص في الوقت الحاضر. يجدر ذكره أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة القائمة بخصوص الملف النووي الإيراني يختلف عن موقف واشنطن. ففي حين تتبع الأخيرة أسلوب التهديد والوعيد يراهن الاتحاد على الحل الدبلوماسي بالتوازي مع وعود بتحسين مستوى العلاقات الاقتصادية. رغم ذلك أعلنت واشنطن مراراً أنها تدعم الجهود الأوروبية الرامية للتوصل إلى حل بالطرق السلمية.
خلافات بشأن الصين
تختلف المواقف الأمريكية والأوروبية بشكل قوي كذلك إزاء موضوع حظر بيع الأسلحة للصين، ففي حين يريد الاتحاد الأوروبي رفع الحظر تخشى واشنطن من خطورته على تايوان. وتكمن هذه الخطورة في إمكانية حصول بكين على أسلحة استراتيجية أوروبية بعد رفع الحظر. غير أن سولانا لا يتفق مع الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص لأن وضع قيود كافية على صادرات الأسلحة الأوروبية يمنع ذلك. ويرى الأوروبيون أن ظروف الحظر الذي فرض بعد مجزرة ساحة تيانانمين/ ساحة السلام السماوي في بكين عام 1989 لم تعد قائمة. وأضاف في هذا السياق "يوجد اليوم في بكين قيادة جديدة نريد إقامة علاقات جديدة معها بعيداً عن أعباء الحظر." ويطمح الاتحاد الأوروبي من وراء ذلك إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع الصين التي أصبحت أحد أهم شركائه التجاريين في العالم.
مواضيع أخرى
يبدأ بوش غداً جولته الأوروبية بزيارة بروكسل حيث يلتقي هناك القادة الأوربيين قبل أن يتوجه إلى ألمانيا يوم الأربعاء القادم. ويبحث بوش خلال زيارته هذه العديد من القضايا بينها النزاع مع إيران بشأن برنامجها النووي والملف السوري- اللبناني بعد اغتيال الحريري ويرى العديد من المراقبين أن الأوروبيين سيتعاملون بإيجابية إزاء جهود واشنطن الهادفة لإعادة الدفء إلى العلاقت مع أوروبا مع أوروبا بعد التوتر الذي صاحبها على ضوء احتلال العراق. وفي هذا الإطار صرح رئيس المفوضية الأوروبية باروزو أن بوش سيكسب الرأي العام الأوروبي لأن التعامل معه مباشرة أسهل بكثير من التعامل معه عبر وسائل الإعلام التي يبدو من خلالها ضعيف المرونة.