سوريا: لقاء مرتقب بين لافرورف وكيري والرئيس اللبناني يحذر من "فتنة"
٢٤ مايو ٢٠١٣كشفت وزارة الخارجية الروسية الجمعة (24 أيار/ مايو 2013) عن لقاء مرتقب يوم الاثنين القادم بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، وذلك لإجراء مزيد من المباحثات بشأن الأزمة السورية ولبحث فرص عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، وهو ما أكده أيضاً مصدر أمريكي رفيع المستوى لم يكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي الوقت الذي وافق فيه لافروف وكيري على إجراء مؤتمر دولي لإنعاش أفق حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا، تعرقلت عمليات الإعداد لهذا المؤتمر بسبب الاختلاف على المشاركين فيه، إذ تريد روسيا، وهي حليف قوي للرئيس بشار الأسد، أن تحضر إيران والسعودية المؤتمر الدولي حول سوريا.
في المقابل، طالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتحديد موقفه من مشاركته في مؤتمر السلام الدولي، واصفاً التصريحات التي أطلقت حول مشاركة نظام الأسد في هذا المؤتمر بـ"الغامضة". وكان الناطق باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، قد ذكر في وقت سابق بأن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف أثناء زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.
وقال لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف، لوكالة فرانس برس: "نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد... نريد معرفة أن لديهم فعلاً النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديمقراطية يشمل رحيل بشار الأسد". وتابع صافي: "سبق أن قال الروس إن الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم بأي شروط". كما تساءل حول مدى رغبة النظام في قبول فترة انتقالية من دون الأسد.
وفي هذا الإطار، طالب صافي موسكو بتقديم "ضمانات" حول رحيل الأسد، مضيفاً أن "القيادة الروسية دافعت عن الأسد وتريد بقاءه". بدوره، صرح خالد خوجه، العضو في الائتلاف المعارض، أنه بعرضها "مبدئياً" حضور مؤتمر جنيف، تلعب دمشق بوضوح "لعبة الكلمات" وتسعى لكسب الوقت، مؤكداً على ضرورة تقدم المعارضة المسلحة على أرض المعارك للتوصل إلى حل سياسي.
ويهدف مؤتمر "جنيف 2" المزمع عقده في العاشر من حزيران/ يونيو القادم إلى إنهاء نزاع دامٍ في سوريا دخل عامه الثالث وأودى بحياة أكثر من 94 ألف شخص.
الرئيس اللبناني يحذر "حزب الله" من الفتنة
وفي ذات السياق، حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان الجمعة حزب الله من السقوط في "الفتنة"، وذلك بسبب مشاركته في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية، لا سيما في مدينة القصير الاستراتيجية، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها سليمان خلال زيارته لمقر وزارة الدفاع اللبنانية.
وقال الرئيس اللبناني في كلمته: "إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، سواء في سوريا أو في لبنان. وإن كان ذلك لدى شقيق أو صديق"، وذلك في إشارة إلى الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يمتلكها الحزب، مشيراً أن الهدف منها "مقاومة" إسرائيل.
ويأتي موقف الرئيس اللبناني عشية الذكرى الثالثة عشر لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال استمر 18 عاماً.
وكان حزب الله، بعد أن أخفى مشاركته العسكرية في سوريا إلى جانب القوات النظامية، قد كشف بشكل علني في الأسابيع الأخيرة عن مشاركته في القتال في محيط مقام السيدة زينب وفي منطقة القصير، حيث حقق مع قوات الأسد تقدماً نحو المدينة التي تعتبر من أبرز معاقل مسلحي المعارضة في محافظة حمص وسط سوريا.
وأثار تدخل حزب الله في الصراع السوري انتقادات دولية واسعة، من بينها التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين الماضي، تمحورت حول "تنامي دور حزب الله" في سوريا. في المقابل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن نيته تبني طلب بريطاني لإدراج الجناح المسلح للحزب الشيعي على قائمة المنظمات الإرهابية.
و.ب/ ي.أ (أ.ف.ب؛ د.ب.أ)