سوريا: قتلى ومظاهرات بجمعة "سننتصر" وروسيا تحذر من حرب أهلية
٢٠ أبريل ٢٠١٢خرج آلاف المتظاهرين في عدة مناطق سورية اليوم (20 نيسان/ أبريل 2012) في جمعة "سننتصر ويهزم الأسد"، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري. كما طالبوا بأن يأخذ المراقبون الدوليون علما بتحركهم، بحسب ما أفاد ناشطون. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، في بيان إن "تظاهرات خرجت اليوم في مدن وبلدات وقرى في محافظات درعا (جنوب) ودمشق وريفها وحمص وحماه (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب) والحسكة (شمال شرق) طالبت بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد".
وأكد المرصد أن المتظاهرين خرجوا للتظاهر "على الرغم من الانتشار الأمني والعسكري واستمرار القصف وإطلاق الرصاص والاعتقالات من جانب القوات النظامية السورية". وبينما أعلنت لجان التنسيق المحلية، إحدى قوى المعارضة السورية المنخرطة في صفوف المجلس الوطني، عن مقتل خمسين مدنيا الجمعة معظمهم في حمص تحدث المرصد عن وقوع 14 مدنيا بنيران القوات السورية. كما ذكر المرصد أن 13 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في انفجارين بمحافظتي درعا وحلب، بينهم 12 من القوات السورية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.
بدورها تحدثت وكالة أنباء "سانا" السورية الرسمية عن مقتل 15 عنصرا أمنيا سوريا في تفجير عبوتين ناسفتين قالت إن "مجموعات إرهابية مسلحة" قد وضعتهما في منطقتين مختلفتين في جنوب سوريا. وحسب الإعلام الرسمي فقد ارتفع عدد القتلى بين عناصر الأمن لليوم الجمعة إلى 18 قتيلا. يذكر أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات المتعلقة بعدد الضحايا من مصادر مستقلة، لأن السلطات السورية تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد.
تحذير روسي من حرب أهلية
من جانبها حذرت روسيا من اندلاع حرب أهلية كارثية في سوريا إذا لم يستفد طرفا الأزمة، التي ضربت البلاد قبل أكثر من عام، من وقف إطلاق النار الهش برعاية الأمم المتحدة. وقالت الخارجية الروسية في بيان على موقعها الإلكتروني: "تتمثل القضية في سوريا حاليا في الاختيار بين الانتقال إلى محادثات سلمية في كل أنحاء البلاد أو الانزلاق نحو حرب أهلية".
موسكو شددت على أن وقف إطلاق النار لا يزال قائما رغم حدوث " انتهاكات واستفزازات". ولكنها حذرت في الوقت نفسه من اندلاع "موجة عنف جديدة" في حالة انهياره. يذكر أن روسيا رفضت أمس تلبية الدعوة للمشاركة في اجتماع "أصدقاء سوريا" في باريس، لأنها رأت أن الاجتماع "يهدف إلى فرض عزلة على السلطات السورية وليس تنظيم الحوار بين السلطات والمعارضة السورية من أجل تحقيق التوافق."
وفيما يتعلق بالعقوبات الجديدة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها على سوريا، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن "موقفنا حيال مثل هذه العقوبات معروف جيدا. نعتبرها غير مقبولة من وجهة نظر القانون الدولي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية. وأضاف "لم يتوصل أي نظام عقوبات حتى الآن إلى تسوية أوضاع متأزمة. بل على العكس، فإن الوضع مع العقوبات يصبح أكثر غموضا ويتدهور".
ويعد الاتحاد الاوروبي المجموعة الرابعة عشرة من العقوبات ضد نظام بشار الأسد والتي قد يتم اعتمادها الاثنين القادم أثناء اجتماع متوقع في لوكسمبورغ، كما أعلن دبلوماسي أوروبي في بروكسل الجمعة.
الأمم المتحدة قلقة بشأن نقص الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين
من جهتها، أعربت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة عن قلقها حيال نقص الأموال التي تلقتها لتلبية حاجات 61 ألف لاجئ سوري تقدم لهم المفوضية ومنظمات إنسانية أخرى المساعدة في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، ميليسا فليمينغ، في تصريح "بعد شهر من توجيه الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين نداء لجمع 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، تم جمع 20 بالمائة فقط من الأموال المطلوبة". وبحسب المفوضية وشركائها في المنطقة، فإن "اللاجئين والدول التي استقبلتهم أيضا بدؤوا يظهرون إشارات تعب". ويتوزع اللاجئون السوريون على لبنان والأردن وتركيا والعراق. وقالت المفوضية إن "الأطفال هم الأكثر تضررا من الأزمة"، مضيفة أن عددا منهم يظهر إشارات إلى "حالة محنة خطيرة".
(ش.ع / د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو