سوريا - قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن تزامنا مع زيارة داود أوغلو
٩ أغسطس ٢٠١١قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء (09 من آب / أغسطس 2011) إن الجيش السوري واصل عملياته في دير الزور في شرق البلاد وقتل 17 مدنيا حسب حصيلة مؤقتة. كما نقل شهود عيان أن الدبابات السورية اقتحمت بلدة بنش التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن الحدود السورية التركية. وهو تصعيد يتزامن مع وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق لحث الرئيس السوري بشار الأسد على وقف الهجمات العسكرية الرامية إلى سحق الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ خمسة أشهر على حكمه.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة فرنس برس عن المرصد قوله إن قوات الأمن السورية اقتحمت بالدبابات صباح اليوم الثلاثاء بلدتي بنس وسرمين في ريف ادلب الواقعتين شمال غرب البلاد ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وقال المرصد في بيان إن "عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة أطلقت نيران كثيفة (على البلدتين) سمع في القرى المجاورة".
لحظة فارقة في العلاقات بين أنقرة ودمشق
وينتظر المراقبون بكثير من الترقب نتائج زيارة وزير الخارجية التركي داود أوغلو اليوم والتي سبقتها زوبعة سياسية وإعلامية. يأتي ذلك خصوصاً بعدما حذرت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس الأسد، أوغلو من أنه "سيستمع إلى رد حازم"، بعد أن قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إن "صبره بدأ ينفذ" وإن وزير خارجيته سيسلم "رسالة حاسمة" لدمشق بعد أن تجاهل الأسد كل المناشدات لوقف عمليات القمع ضد المدنيين. يُذكر أن أردوغان قال أيضاً إن "ما يجري في سوريا ليس موضوعاً خارجياً بل هو شأن تركي داخلي وأن الحدود المشتركة تمتد إلى أكثر من 850 كيلومترا بين البلدين الجارين".
وهناك من المراقبين من يرى أن العلاقات التركية السورية على وشك الانهيار، خصوصاً إذا عاد داود أوغلو خالي الوفاض من دمشق، مما سيزيد من عزلة الأسد وسيجعله بالتالي يعتمد كلياً على الدعم الإيراني أكثر من أي وقت مضى. لكنه ليس من الواضح بعد نوع الخطوات التي قد تقدم عليها أنقرة في حال ما إذا تحقق هذا السيناريو. ففي الوقت الذي سحبت فيه عدد من الدول العربية سفراءها من دمشق قال داود أوغلو إنه "من السابق لأوانه الحديث عن مطالبة السفير السوري لدى أنقرة بمغادرة البلاد".
تصعيد في الضغوط الدولية
دولياً، تشتد الضغوط على نظام الأسد، إذ تطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما وخلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو ببرلوسكوني للبحث في أزمة الدين العالمية، إلى عمليات القمع الواسعة في سوريا. وقالت الحكومة الايطالية في بيان إن أوباما وبيرلوسكوني "متفقان بالكامل على ضرورة أن يكون هناك تنسيق قوي بين الحلفاء الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي لممارسة مزيد من الضغط على دمشق".
من جهته، أعلن البيت الأبيض إن الرئيس أوباما تحدث أيضا مع رئيس الوزراء الإسباني بشأن الأوضاع في سوريا وإنهم اتفقوا على التشاور بشأن خطوات إضافية للضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال البيت الأبيض في بيان إن الزعماء الثلاثة أدانوا استخدام الأسد "العنف العشوائي ضد الشعب السوري". وقد قتل مئات من الناس في الأسابيع الأخيرة.
يذكر أن الولايات المتحدة سبق وأن رحبت بالموقف العربي الجديد من سوريا ووصفته بأنه "مشجع". وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية "إن التصريحات القوية الصادرة عن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي خلال عطلة نهاية الأسبوع مشجعة للغاية وكانت مصدر ارتياح لنا".
(ح.ز/ أ ف ب/ د ب أ / رويترز)
مراجعة: شمس العياري