سوريا: فشل اجتماع جنيف وأنباء عن سقوط مطار تفتناز بيد الثوار
١١ يناير ٢٠١٣دعا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ومبعوثون كبار من روسيا والولايات المتحدة الجمعة (11 يناير/ كانون الثاني 2013) إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في سوريا، لكنهم لم يتوصلوا إلى انفراجة في محادثات جرت الجمعة. وقال الإبراهيمي في بيان مشترك تلاه بعد محادثاته المغلقة مع وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقر الأمم المتحدة في جنيف"أكدنا مجددا أنه لا يوجد من وجهة نظرنا حل عسكري لهذا الصراع. أكدنا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يستند إلى بيان جنيف" الذي تم التوصل إليه في 30 يونيو 2012. وقال الإبراهيمي للصحفيين ردا على سؤال "إذا كنتم تسألون عما إذا كان الحل قريب المنال .. فأنا لست واثقا من هذا."
وكان اتفاق مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في جنيف على تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات التنفيذية، من دون التطرق إلى مصير الرئيس بشار الأسد.
واجتماع الجمعة هو الثالث من نوعه يعقد بين الأطراف الثلاثة، بعد اجتماع أول بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي في دبلن في السادس من كانون الأول/ديسمبر الماضي.
السيطرة على مطار عسكري
وفي آخر التطورات العسكرية، سيطر مقاتلو مجموعات معارضة سورية الجمعة على أكبر مطار عسكري في شمال سوريا بعد أيام من المعارك العنيفة وبعد انسحاب عدد كبير من عناصر وآليات قوات النظام منه، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن مطار تفتناز "هو أول مطار عسكري مهم يخرج عن سيطرة النظام وأكبر مطار عسكري في شمال سوريا". وأشار المرصد إلى أن المقاتلين المنتمين إلى جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية وكتائب أخرى استولوا على آليات للقوات النظامية بقيت فيه. وبعد سقوط المطار، شن الطيران الحربي السوري غارات عدة عليه.
ونفى التلفزيون السوري المزاعم بأن المطار وقع بأيدي الثوار وقال إن القوات الحكومية صدت هجوما" للإرهابيين" على القاعدة الجوية. وذكر "أن الحراس في تفتناز أوقعوا خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين حيث قتلوا عددا وأصابوا آخرين، بينما فر الباقي".
ويصعب التحقق من صحة المعطيات الميدانية في سوريا من مصادر مستقلة.
مظاهرات لدعم اللاجئين
إلى ذلك خرجت الجمعة تظاهرات في مناطق سورية عدة، هاجم المشاركون فيها الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد الذي طرح فيه "حلا سياسيا" للازمة بإشراف الحكومة الحالية. وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت مجموعة من أشرطة الفيديو لتظاهرات في "جمعة مخيمات الموت". وهو الشعار الذي اختير لتظاهرات الجمعة تضامنا مع اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة بعد العواصف التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية ومداهمة الأمطار والثلوج لمخيماتهم.
ففي بلدة كفرنبودة في ريف حماة (وسط)، حمل متظاهرون لافتات كتب في إحداها "يا بشار، والله لو وضعت الشمس بيميننا والقمر بشمالنا (يسارنا)، لن نتراجع عن ثورتنا حتى ينصرنا الله أو نهلك دونها". وفي بلدة اللطامنة في المحافظة نفسها، رفع المشاركون في التظاهرة لافتة كتب فيها "يا بشار شو هالخطاب، علاك بعلاك بعلاك"، مرددين شعار "ساقط يا بشار، بعون الجبار، وأرضك يا سوريا، صرخت للثوار". وفي مدينة الباب في ريف حلب (شمال)، رفع المشاركون لافتات كتب فيها "تتميز الفقاعات بالصفاء والجمال والخفة. أهذا ما قصدته بالربيع العربي؟". ويأتي الشعار ردا على قول الأسد أن الاحتجاجات التي انطلقت في دول عربية قبل عامين واصطلح على تسميتها "الربيع العربي"، ما هي إلا "فقاعات صابون (...) ستختفي".
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)