سوريا ـ تشكيل مجلس انتقالي وأنباء عن انشقاقات في الجيش
٢٩ أغسطس ٢٠١١أعلن معارضون سوريون الاثنين (29 أغسطس/ آب 2011) تشكيل مجلس وطني انتقالي لتنسيق جهود المعارضة داخل سوريا. وأضاف متحدث باسم المعارضين المجتمعين في مدينة إسطنبول التركية أن المجلس سيتكون من 94 شخصية سورية معارضة من الداخل والخارج، وأن رئيسه سيكون برهان غليون، المفكر السوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون في فرنسا.
وفي مؤتمر صحفي بثته قناة الجزيرة الفضائية على الهواء من العاصمة التركية أنقرة، تلا أحد المعارضين أسماء جميع أعضاء المجلس، ومن بينهم عدد من المعارضين البارزين في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي لجهود المعارضة سيكون إسقاط النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد، وشدد على أن مبادئ الثورة السورية ستستند على الديمقراطية واحترام معاهدات حقوق الإنسان.
قتلى في البوكمال وتفريق احتجاجات في دمشق
وفي إطار الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد على المدن والبلدات السورية التي تشهد احتجاجات مناوئة له، قتل ثلاثة أشخاص مساء الأحد في مدينة البوكمال السورية بالقرب من الحدود مع العراق، بحسب ما أعلن رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس. من جهتها أكدت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان أنه تم "اعتقال العديد من النشطاء" دون المزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى أفادت لجان التنسيق أن قوات الأمن فرقت بعنف اعتصاماً أمام جامع بدر في حي المالكي بدمشق، بدأ بمشاركة حوالي 200 شخص، ومن ثم انضم إليهم عدد من المصلين. وتم اعتقال عشرة أشخاص. وأشار المصدر ذاته إلى تنظيم العديد من الاحتجاجات ضد النظام خصوصاً بعد صلاة التراويح الليلية، وسط استمرار العمليات الأمنية لقمعها.
نشطاء: تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش
وفي شمال سوريا قال سكان ونشطاء إن قوة مدرعة طوقت بلدة الرستن شمالي حمص، بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة، في أحدث عملية لمواجهة السخط المتنامي داخل القوات المسلحة خلال حركة الاحتجاج الشعبي المستمرة قبل خمسة شهور.
وذكر ناشطون أن الانشقاقات داخل الجيش السوري ازدادت بشكل ملحوظ بعد أنباء سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، وتزايد الاحتجاجات الشعبية في الشوارع ضد الرئيس بشار الأسد، مشيرين إلى حدوث انشقاقات في محافظة دير الزور ومحافظة إدلب، ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق، حيث خاضت قوات الأسد معارك مع منشقين أمس الأحد.
وأضاف شهود عيان لوكالة فرانس برس أن القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية على مدخل الطريق الرئيسي للرستن، وبدأت في إطلاق نيران الأسلحة الآلية الثقيلة على البلدة. وتعتبر الرستن أحد المصادر الرئيسية لمجندي الجيش السوري، وينحدر منها مصطفى طلاس، الذي شغل منصب وزير الدفاع لثلاثة عقود حتى تقاعده عام 2006.
وفي دمشق قال مقيمون إن عشرات من أفراد الجيش انشقوا وفروا إلى الغوطة، وهي منطقة بساتين وأراض زراعية، بعدما أطلقت القوات الحكومية النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة إلى وسط العاصمة. وأكد أحد سكان حرستا لوكالة رويترز أن "الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة، وكان يلقى رداً من بنادق أصغر". ونفت السلطات السورية مراراً حدوث أي انشقاق في الجيش، وطردت وسائل الإعلام المستقلة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد في مارس/ آذار الماضي.
طهران تنفي مساعدتها في قمع الانتفاضة السورية
من جانبها نفت طهران أي دور لها في سوريا ونددت بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على فيلق القدس (القوات الخاصة للحرس الثوري) بتهمة مساعدة النظام السوري على قمع المظاهرات المناهضة له. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمنبارست في بيان صحفي إن طهران تنفي "أي دور في الشؤون الداخلية لهذه الدولة .. الحكومة والشعب السوريان ناضجان سياسياً من أجل حل مشاكلهما، وجمهورية إيران الإسلامية تحترم سيادة الدول الأخرى".
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض الأسبوع الماضي عقوبات على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، واتهمه بـ"تقديم مساعدة تقنية لأجهزة الأمن السورية، إضافة إلى معدات لمساعدتها على قمع حركات الاحتجاج". يشار إلى أن السلطات السورية تتهم من تسميهم بـ"جماعات إرهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الأمن، والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
ومن الصعب التحقق من مصداقية مزاعم كل من النظام والمعارضة كون السلطات السورية تمنع الصحفيين المستقلين والمنظمات الحقوقية من دخول البلاد والوصول إلى مواقع الأحداث.
(ي.أ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي