سوريا ـ تجدد الاشتباكات والقصف عقب انهيار هدنة الإبراهيمي
٢٨ أكتوبر ٢٠١٢قال رئيس سلطة الطيران المدني في العراق ناصر حسين بندر لوكالة فرانس برس اليوم الأحد (28 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) إنه "بناء على التوجيهات المركزية تم استدعاء طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية الإيرانية متجهة من طهران إلى سوريا السبت وأمرناها بالهبوط للتفتيش في مطار بغداد الدولي". وأضاف "تم تفتيشها من قبل الجهات الأمنية ولم نعثر على أي محظورات وتم السماح لها باستكمال رحلتها". وأشار إلى أن "التوجيهات تنص على إنزال أي طائرة شحن نشك بها، تحمل أسلحة باتجاه دمشق وكانت هذه ثاني طائرة يتم إنزالها"، مؤكدا أن "السلطات عثرت على أدوية ومواد إنسانية فقط".
وأنزلت السلطات العراقية في الثالث من الشهر الجاري طائرة شحن تابعة لشركة الطيران نفسها قبل أن تسمح لها بمواصلة رحلتها، كما رفض العراق في 21 أيلول/سبتمبر/ أيلول الماضي السماح لطائرة كورية الدخول في مجاله الجوي للشك في أنها تنقل أسلحة ومستشارين إلى دمشق.
عودة وتيرة العنف والمواجهات
ميدانيا سجلت خروقات جديدة الأحد لليوم الثالث على التوالي للهدنة التي دعا إليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. وكانت الهدنة "النظرية" قد سقطت من الناحية العملية أمس السبت مع عودة العنف إلى وتيرته السابقة واستئناف الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وكذا القصف الجوي لمواقع المعارضة المسلحة. ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى الجمعة قتل أكثر من 250 شخصا في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية معارضة تتخذ من لندن مقرا لها.
واليوم الأحد شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق في محافظة ريف دمشق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، الواقعة على بضعة كيلومترات من دمشق العاصمة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان.
كما دارت اشتباكات في أحياء من حلب وفي في محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان التابع لمحافظة إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين ينتمون إلى تيارات إسلامية، حسبما أشار المرصد في بيانات متتالية منذ صباح اليوم. وفي شرق البلاد تتعرض أحياء من مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية المتشددة ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة.
الإبراهيمي يواصل مهمته
ونقلت وكالة الإنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في دير الزور الأحد أن وحدات من الجيش النظامي تصدت "لمجموعة إرهابية خرقت وقف إطلاق النار" في دير الزور، معلنة مقتل "قيادي بتنظيم القاعدة" وعدد آخر من "الإرهابيين". وذكر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهاد مقدسي في رسالة بالبريد الإلكتروني لفرانس برس أن "الحكومة السورية ملتزمة تماما بإيقاف العمليات العسكرية وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.... لكن الخروقات التي حصلت كانت ناتجة عن اعتداءات نفذ معظمها التنظيمات التي رفضت أصلا الهدنة بموجب بيانات رسمية صادرة عنها"، موضحا أن بلاده وثقت "الخروقات برسائل لمجلس الأمن الدولي".
وكان رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي عبد الجبار العكيدي، قد أكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الهدنة ولدت ميتة ... وفشلت"، مؤكدا أن الجيش النظامي لم يوقف القصف" في أول أيام الهدنة".
ورغم ضيق الأفق السياسي، يعتزم المبعوث ألأممي الأخضر الإبراهيمي مواصلة مهمته وتقديم "أفكار جديدة" لمجلس الأمن الشهر المقبل، وفق مصادر دبلوماسية. وقبل ذلك سيتوجه الإبراهيمي هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا مرة أخرى لإقناع قادة البلدين بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية.
ع.ج.م/ أ.ح ( أ ف ب، د ب أ)