سوريا: دعوة وقف إطلاق النار في "الأضحى" تلقى دعم دول الجوار
١٧ أكتوبر ٢٠١٢
حذر الموفد الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأربعاء (17 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) من تمدد الأزمة السورية إلى الجوار وقضائها "على الأخضر واليابس"، تزامن ذلك مع تلقي اقتراحه وقفا لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى دعم دول ومنظمات معنية بالنزاع، في حين عاد التوتر للحدود السورية-التركية.
وبالفعل سقطت قذيفة هاون مصدرها سوريا في جنوب شرق تركيا مساء الأربعاء من دون أن يسفر انفجارها عن ضحايا، في تطور سارعت المدفعية التركية إلى الرد عليه بإطلاق عدة قذائف هاون على الأراضي السورية. وفي تطور ميداني آخر أسقط المقاتلون المعارضون طائرة مروحية قرب مدينة استراتيجية في شمال غرب سوريا، يشهد محيطها غارات جوية ومعارك عنيفة منذ سيطرة المقاتلين المعارضين عليها الأسبوع الماضي، لكن لم يتم التأكد من ذلك من مصادر مستقلة.
أما في بيروت التي وصلها الأربعاء في زيارة غير معلنة، فقد نبه الموفد الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الدول المجاورة إلى "انه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد. أما أن تعالج أو أنها ستسوء وتأكل الأخضر واليابس". وقال الإبراهيمي إنه دعا إلى وقف إطلاق النار في العيد الذي يصادف 26 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل لأن "الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة إنسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟".
والتقى الإبراهيمي في لبنان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي, قبل أن ينتقل إلى الأردن، محطته السادسة ضمن جولة في المنطقة حملته إلى السعودية وتركيا والعراق ومصر. ومن المقرر أن يختتم الإبراهيمي جولته في دمشق، لكن أي موعد لم يحدد لهذه الزيارة التي قال احمد فوزي، المتحدث باسم الموفد الدولي، إنها ستتم في وقت "قريب جدا"، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس.
باريس تحتضن شخصيات من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة
شدد معارضون سوريون يديرون مناطق أصبحت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا على حماية هذه المناطق من الغارات الجوية التي ينفذها النظام السوري، وذلك خلال اجتماع في مقر الخارجية في باريس خصص لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية. وصرح عثمان بيلاوي رئيس "المجلس الثوري المدني" في مدينة معرة النعمان جنوب غرب حلب: "نأمل في فرض مناطق حظر جوي. نطالب بذلك منذ أكثر من عام. يمكننا التصدي لقوات برية لكن لا نملك مضادات للطيران".
ودعي بيلاوي، وهو صيدلي وممثلون عن لجان محلية مدنية أخرى من حمص وحماه وجبل الزاوية ومحافظة حلب، إلى وزارة الخارجية الفرنسية للقاء ممثلين (موظفون ودبلوماسيون) من حوالي 20 بلدا واطلاعهم على الحاجات الإنسانية. ووصف بيلاوي الوضع "المريع" في مدينته "التي تستهدف بقصف يدمر يوميا أكثر من 30 إلى 40 منزلا"، منددا باستخدام النظام السوري مادة تي إن تي والقنابل العنقودية، كما قال.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن حوالي عشرين بلدا بين أوروبي وعربي مجاور لسوريا والولايات المتحدة وكندا واليابان واستراليا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمات سورية غير حكومية. وقد أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "المرحلة الجديدة" في قمع النظام باستخدام طائرات "ميغ" و"إلقاء براميل متفجرات تي ان تي وأخيرا قنابل عنقودية". وأضاف "لدينا شهادات تؤكد ذلك حتى وان نفى النظام هذه المعلومات".