سوريا: اعتراف دولي بائتلاف المعارضة وواشنطن تدعو الخطيب لزيارتها
١٢ ديسمبر ٢٠١٢حققت المعارضة السورية بقيادة ائتلافها الجديد نجاحا كبيرا في مؤتمر مراكش بالمغرب أو ما أطلق عليه بمجموعة "أصدقاء الشعب السوري". فقد أظهرت مسودة إعلان حصلت رويترز على نسخة منها اعتراف عدة دول غربية وعربية الأربعاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2012) بائتلاف المعارضة باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. اعتراف دول العالم بالإتلاف المعارض يعكس تزايد التوافق على أن الصراع المستمر منذ أكثر من 20 شهراً ربما يقترب من لحظة الحسم. وتضم مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" أكثر من مئة بلد عربي وغربي ومنظمات دولية ومندوبين عن المعارضة السورية.
ودعت مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" في اجتماع في مدينة مراكش المغربية الرئيس السوري إلى التنحي وحذرته من استخدام الأسلحة الكيماوية. وفي الاجتماع ذاته دعا زعيم ائتلاف المعارضة السورية الأقلية العلوية إلى العصيان المدني ضد الأسد الذي ينتمي إلى الطائفة.
وحسب مصادر الاجتماع فإنه تقرر أن يعقد الاجتماع الخامس لمجموعة أصدقاء سوريا في إيطاليا دون أن يحدد موعد دقيق لذلك. وضم اجتماع مراكش كثيراً من الدول الغربية والعربية المعارضة لنظام الأسد، بينما عارضته روسيا والصين وإيران التي تدعم الأسد أو عرقلت جهوداً لتشديد الضغط الدولي عليه.
من جانب آخر قال وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركية الأربعاء إن أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض الذي اعترفت به الولايات المتحدة ممثلاً شرعياً للشعب السوري، مدعو لزيارة واشنطن. وصرح بيرنز الذي حضر الاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في مدينة مراكش المغربية "لقد وجهنا الدعوة لمعاذ الخطيب ولقيادة الائتلاف الوطني (السوري) من أجل القيام بزيارة إلى واشنطن في أقرب فرصة".
وسبق لبيرنز، وهو أكبر مسؤول يمثل بلده في لقاء مراكش بدل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الغائبة بسبب طارئ صحي، أن اعتبر أن الولايات المتحدة قد "التحقت بشركائها بأخذ مبادرة مهمة". وذكر بيرنز بأن بلاده "اعترفت بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة ممثلاً شرعياً للشعب السوري". وتم الإعلان عن الاعتراف الأميركي بقوى المعارضة الموحدة من طرف الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الثلاثاء.
إطلاق صواريخ سكود
ميدانيا قال مسؤول أمريكي كبير الأربعاء إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بنظام الحكم. وينظر إلى استخدام الصواريخ على أنه تصعيد لمحاولات الأسد البقاء في السلطة. وأكد مسؤول أمريكي اشترط عدم نشر اسمه استخدام صواريخ سكود. وفي بروكسل ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أيضاً أن عدداً من الصواريخ غير الموجهة القصيرة المدى أطلق داخل سوريا خلال الأسبوع الجاري. وقال المسؤول "رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ القصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع... وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود".
من ناحية أخرى لم تؤكد فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية استخدام صواريخ سكود لكنها قالت إن الولايات المتحدة رصدت استخدام قنابل حارقة في الأيام القليلة الماضية. وقالت خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية "في الوقت الذي يزداد فيه يأس النظام نرى أنه يلجأ إلى زيادة الفتك ويستخدم أسلحة أكثر ضراوة".
ثلاثة انفجارات قرب وزارة الداخلية
ميدانياً استهدفت ثلاثة تفجيرات نفذ واحد منها بسيارة مفخخة وزارة الداخلية في دمشق الأربعاء وأسفرت عن 11 قتيلاً و50 جريحاً، كما أفادت حصيلة ابلغها إلى وكالة فرانس برس مصدر أمني سوري رسمي. وأكد التلفزيون الرسمي السوري أن وزير الداخلية محمد الشعار وكبار موظفي الوزارة هم جميعاً بخير. وبث تلفزيون "الإخبارية السورية" الرسمي صوراً عن مكان وقوع الانفجار من منطقة كفرسوسة ظهرت فيها فجوة كبيرة وحجارة على الأرض ودمار وأسلاك كهرباء متدلية، بالإضافة إلى بقع دماء على الأرض.
وفي القاهرة ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن المبنى الذي تقع فيه السفارة المصرية في دمشق أُصيب بأضرار نتيجة التفجيرات، ما أدى إلى إصابة موظف بجروح. من جهته أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجارات الثلاثة أسفرت عن مقتل ثمانية جنود سوريين وإصابة أكثر من أربعين. ويشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة المعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
ع.غ/ أ.ح (د ب أ، آ ف ب، رويترز)