ساركوزي الأوفر حظاً مع انطلاقة حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية
١٠ أبريل ٢٠٠٧دخل السباق الانتخابي لاختيار خليفة للرئيس الفرنسي جاك شيراك مرحلته الحاسمة اليوم الاثنين مع بدء الحملة الانتخابية بشكل رسمي. ومع انطلاقتها يتم تعليق الإعلانات على لوحات انتخابية تم توزيعها بالقرب من مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 85 ألفاً. كما يبدأ المرشحون الذين يبلغ عددهم 12 مرشحاً بث الدعايات لبرامجهم الانتخابية في محطات الإذاعة التلفزيون. وتستمر هذه الحملة التي تقضي بتوزيع أوقات الدعاية بالتساوي بين المرشحين لمدة أسبوعين، تجري بعدها الدورة الأولى من الاقتراع على منصب الرئيس.
وقد أظهر استطلاع معهد سي س إي CSA المتخصص باستطلاعات الرأي العام لصالح جريدة ليباريسيان أن 42 بالمائة من الفرنسيين لم يحسموا خيارهم بعد لصالح أي من المرشحين. وهي نسبة تزيد بعشرة نقاط على مثيلتها في انتخابات عام 2002. وأعزى مدير المعهد رولان كايرول تردد الناخبين الفرنسيين في اختيار من سيدخل قصر الإليزيه إلى حيرة الناس الذين سيتخذون في نظره قرارهم في اللحظة الأخيرة. أما فريدريك دابي من معهد الرأي العام ايفوب Ifop فقد وصف تردد الناخبين الفرنسيين بأنه دليل على ضعف ثقتهم بالمرشحين وببرامجهم.
ساركوزي يواصل تقدمه على باقي المرشحين
على صعيد آخر أظهر استطلاع للرأي أن نيكولاس ساركوزي، مرشح اليمين في انتخابات الرئاسة الفرنسية حافظ على تقدمه في استطلاعات الرأي منذ الإعلان عن ترشيحه. كما حقق تقدما إضافيا على منافسيه الرئيسيين بعدة نقاط خلال الأيام الأخيرة. واستفاد وزير الداخلية السابق الذي يتسم بالصرامة من تجدد التركيز على موضوعات الهجرة والأمن والعنف. كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد سي س إي أن ساركوزي سيحصل على 29.5 في المائة في الجولة الأولى من الانتخابات التي ستجري في 22 أبريل/ نيسان الجاري.
وفي الوقت الذي يسجل فيه ساركوزي تقدمه على منافسيه تراجع موقف منافسته الرئيسية ومرشحة الحزب الاشتراكي سوجلين رويال. فقد واجهت حملتها صعوبات بعد أن شكا أعضاء من حزبها من افتقارها إلى استراتيجية واضحة. وجاء ذلك بعد أن أثارت غضب بعض الاشتراكيين الأسبوع الماضي من خلال خطة لتشجيع الشركات الصغيرة على استخدام طلاب المدارس أثناء العطلات، وقد وصف منافسوها الخطة بأنها مكلفة وتفتقر إلى الواقعية.
فرص الفوز مازالت متاحة للآخرين
أما المرشحان اللذان يحتلان المركزين الثالث والرابع فيدركان من ناحيتهما أن نتيجة الانتخابات ما زالت مفتوحة. وقد شدد كل منهما هجومه على صاحبي المركزين الأولين. وركز مرشح الوسط فرانسوا بايرو الذي حل ثالثا في استطلاعات الرأي على الاستفادة من ضعف رويال من خلال الحديث عن موضوعات اجتماعية. كما حاول كسب أصوات من أوساط اليمين من خلال انتقاد ساركوزي.
أما جان ماري لوبن، زعيم أقصى اليمين، الذي أذهل الفرنسيين عندما حل ثانيا في الجولة الأولى من انتخابات عام 2002 فقد أعرب عن ثقته في الوصول إلى الجولة الثانية. ويحتل لوبن البالغ من العمر 78 عاما المركز الرابع في استطلاعات الرأي التي تُظهر أن نسبة التأييد له ارتفعت خلال الأسبوع الأخير على ضوء تركيزه على ملفي الهجرة والأمن. ويعتقد لوبن إن قسماً هاما من أصوات الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بد سيكون من نصيبه لان الناس يجدون حرجا في إعلان تأييدهم لأقصى اليمين.