اليمين الفرنسي يختار ساركوزي مرشحا للرئاسة الفرنسية
١٤ يناير ٢٠٠٧
أعلن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم ترشيح وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي بصورة رسمية لخوض انتخابات الرئاسة التي تجرى عام 2007 منافسا للمرشحة الاشتراكية سيجولين رويال. وقد انتخب ساركوزي المرشح الوحيد للحزب بأغلبية ساحقة حيث حصل على ما نسبته 1ر98 من مجمل الاصوات التي تم الادلاء بها أو نسبة 06ر69 في المئة من مجمل أصوات أعضاء الحزب. وقبيل التصويت دعا ساركوزي أعضاء حزبه الى توحيد صفوفهم في مسعى منه لرأب تصدعات أضرت بمعسكر اليمين. فالهجوم المتوالي عليه من جانب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان أبرز صورته الحادة وعزز من شكوك أنه يسعدهما رؤية ساركوزي يخسر الانتخابات في شهر مايو/ أيار القادم. وشهد فيلبان لمدة قصيرة المؤتمر الشعبي الذي أقامه الحزب في باريس وتبادل حديثا وديا مع ساركوزي، ثم غادر المكان على وجه السرعة. وحدا رفض فيلبان التصويت لصالح مرشح اليمين بنواب حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الى توجيه انتقادات قاسية اليه الاسبوع الماضي. وحث ساركوزي، الذي يعتبر أعداؤه السياسيون صورته الصارمة الملتزمة بالقانون والنظام ولغته الحادة نقطة ضعفه الرئيسية، الموالين لحزبه في المؤتمر وعددهم 80 ألفا على الترحيب بالجميع في اشارة واضحة الى حضور دو فيلبان. وقال ساركوزي الذي كان يرتدي بزة غير رسمية بقميص مفتوح في مستهل المؤتمر "ندرك أن الاسرة العظيمة هي محصلة جميع الاختلافات بين أعضائها." وقال ساركوزي "أطلب منكم أن تحترموا بعضكم بعضا.. مثلما أطلب اليكم أن ترحبوا ترحيبا حارا بكل من يأتي هنا لانني بحاجة الى كل من يأتي هنا
وكان استطلاع للرأي أجراه معهد "اوقت" قد أظهر أن أغلبية واسعة ترى أن ساركوزي يمتلك من السياسات والحنكة السياسية ما يؤهله لأن يصبح رئيسا، في حين تعتقد نسبة 51 في المئة من الذين جرى استطلاع رأيهم، بأن ساركوزي يمثل مصدر قلق لهم. وأنحى ساسة ينتمون الى مختلف الاطياف السياسية باللائمة في بعض من حالة القلق تلك على تعهده بتخليص مناطق الاسكان الشعبي من "نفايات المجتمع" التي حملت الشبان على الانحراف وتسببت في اندلاع أعمال شغب في الضواحي عام 2005 هي الاسوأ منذ 40 عاما.
صورة الرجل الذي لا يعرف المهادنة
برهنت أحداث الشغب التي اندلعت في فرنسا بين أبناء المهاجرين والشرطة الفرنسية في العام الماضي أن ساركوزي يعاني من توتر أعصابه بصورة كبيرة وربما ينفجر ان تعرض لضغوط. أما وعده "بقطع كل صلة مع الماضي بشكل سلمي" فأدى الى تعزيز المخاوف من أنه سيمضي قدما في اصلاحاته المتطرفة. ومن شأن انتقال وزيرة الدفاع ميشيل أليو ماري غريمته في وقت ما الى صفوف حزبه وسط هتافات مدوية اليوم الاحد أن يساعده على استمالة محافظين تقليديين الى صفوفه بالاضافة الى استمالة أنصار الوسط الذين لا يحبذون اصلاحاته الاقتصادية وموقفه المساند للولايات المتحدة وخطابه القاسي بشأن القانون والنظام والهجرة. ويصور شعار الحملة الانتخابية "معا كل شئ يصبح ممكنا" ساركوزي على خلفية ريفية بهدف ابراز صورة رئاسية له أكثر لطفا يجمع عليها الناخبون. لكن حجم ما أنفقه ساركوزي على هذا المؤتمر الحاشد الذي بلغ 5ر3 مليون يورو /5ر4 مليون دولار أمريكي/ أثار عليه موجة من انتقادات المهتمين بالبيئة في وقت يعتبر ناخبون القضايا الاجتماعية والوظائف والاسكان شغلهم الشاغل.
وقال كريستوف باربييه رئيس تحرير مجلة "لو اكسبريس" الاخبارية "ان ساركوزي لا يدرك على الدوام الى أي مدى يرهب استعراضه لقوته وسط صفوف حزبه الناخبين المعتدلين، بل ويحشد التأييد لشعار /أي مرشح عدا ساركوزي." وأضاف "في الجولة الثانية غالبا ما يفوز صاحب أقل قدر من الكراهية." لكن بعضا من المتحالفين مع ساركوزي حذروه أن يظل صادقا مع نفسه. وقال ادوارد بالادور أحد أصدقاء ساركوزي ورئيس وزراء سابق "ان كان لي أن أسدي اليه النصح فانني أقول له.. لتدع ساركوزي يكون ساركوزي."