زعيم حزب اليسار الألماني يغادر المسرح السياسي الاتحادي لأسباب صحية
٢٣ يناير ٢٠١٠أعلن اوسكار لافونتين، احد أبرز الشخصيات السياسية الألمانية في العقود الأخيرة ورئيس حزب اليسار المعارض عزمه اعتزال العمل السياسي على المستوى الاتحادي. وقال لافونتين، البالغ من العمر 66 عاما، إنه لن يرشح نفسه لمنصب رئاسة حزب اليسار مجددا في مؤتمر الحزب المقرر عقده في شهر أيار/ مايو القادم في مدينة روستوك الواقعة في شمال ألمانيا. كما أعلن لافونتين عزمه الاستقالة من عضوية البرلمان الألماني (البوندستاغ).
وبرر السياسي الألماني المخضرم أسباب قراره بوضعه الصحي بعد إصابته بمرض السرطان وإضراره مؤخرا إلى إجراء جراحة ناجحة، ما قلص من نشاطاته السياسية عموما إلى حد كبير. وبهذا القرار يضع أهم رموز الحركة اليسارية والعمالية الألمانية حزب اليسار أمام منعطف حاسم.
ويبدو أن لافونتين عازم على تقليص نشاطه السياسي على المستوى الاتحادي، لكنه لا يغادر المسرح السياسي في البلاد كليا. فقد أعلن في مؤتمره الصحافي في برلين اليوم بهذه المناسبة، انه سيحتفظ بمنصب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في ولايته سار لاند بجنوب غرب البلاد.
"اوسكار لافونتين قاد حزب اليسار بنجاح"
ويعود فضل نجاح حزب اليسار، خاصة تحقيقه نتائج جيدة في انتخابات أكثر من ولاية في غرب ألمانيا إلى دور اوسكار لافونتين وحضوره السياسي والإعلامي الكبير. فقد استطاع لافونتين توحيد يساري الجزء الشرقي من ألمانيا، الذين كانوا يعملون تحت لواء حزب الاشتراكية الديمقراطية بقيادة السياسي غريغور غيزي ويساري الجزء الغربي من ألمانيا، الذين انشقوا عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البلاد ونجح في دمجهم معا في إطار حزب اليسار الجديد الذي غير الخارطة الحزبية السياسية في ألمانيا في السنوات الأخيرة.
وبعد استقالة لافونتين أعلن غريغور غيزي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في البرلمان الألماني، أنه سيتم تنظيم قيادة حزب اليسار بأسرع وقت ممكن دون الإشارة إلى الشخصيات التي ستتولى قيادة الحزب. والمعروف أن لافونتين ولوتار بيسكي كانا يقودان الحزب حتى الآن. لكن بيسكي حصل على مقعد في البرلمان الأوروبي في شتراسبورغ، فيما سيعود الى لافونتين الى ولايته سارلاند.
الكاتب: حسن ع. حسين
مراجعة: لؤي المدهون