زرع محفز عصبي.. وسيلة حديثة لعلاج الشقيقة المزمنة
٢٨ أكتوبر ٢٠١٣لسنوات طويلة، لم يكن ممكنا لأرزولا مايرهوبير أن تستمتع بإجازتها. وذلك بسبب نوبات شقيقة حادة ومتكررة تنتابها، حيث يصل عدد هذه النوبات إلى أكثر من 20 نوبة في الشهر الواحد. وهذا ما يجعلها تشعر بالإرهاق والوهن. وتقول أورزولا بخصوص معاناتها مع الشقيفة: "في البداية كنت أعاني من صداع في الرأس والجبين، بعدها تركز الصداع في منطقة واحدة، وبدأت ألاحظ خللا في نطقي وأصبحت بحاجة إلى التركيز في الكلام. كما أني أشعر بالهذيان".
وفي حديثه مع DW، يصف الطبيب عمر كمال الدين أخصائي علاج الأمراض العصبية والآلام المزمنة في برلين آلام الشقيقة بأنها آلام مختلفة عن آلام الصداع العادية، فهي تصيب أحد نصفي الرأس. ويشرح الطبيب عمر أسباب الآلام التي تنتاب المريض لدى إصابته بنوبة الشقيقة بقوله" تنتج نوبات الشقيقة عن توسع في الشرايين القحفية في الدماغ مايؤدي إلى حدوث انضغاط في نهايات الأعصاب، وبالتالي تحريض المجسات العصبية التي تعلم الدماغ بوجود آلم".
المسكنات وحدها لا تكفي لعلاج الشقيقة المزمنة
ويؤكد الطبيب عمر كمال الدين أن أسباب الشقيقة لازالت غير معروفة تماما. ويشير إلى وجود بعض العوامل التي قد تساعد على ظهور الشقيقة كالتغيرات الهرمونية لدى بعض النساء أو تناول بعض الأطعمة كالمشروبات الكحولية والشوكولاته.
أما طبيب الآلام المستعصية هارتموت غوبيل، فيؤكد على أن علاج الشقيقة بالأدوية غير ممكن. ويوضح السبب بقوله "المشكلة تكمن في أن من يعاني من الصداع أكثر من 10 أيام في الشهر لا يمكنه تناول المسكنات، لأن ذلك يسبب المزيد من الصداع. فنظام الحماية من الألم في الجسد يكون قد أُرهق وهذا يساهم في زيادة حساسية الجسم للألم".
المحفز العصبي، أحدث وسائل علاج الشقيقة
وفي ألمانيا، يعد استخدام المحفز العصبي من أحدث الوسائل المتبعة في علاج الشقيقة المزمنة، وذلك بزرع المحفز العصبي تحت الجلد مباشرة. وهي تماما الطريقة التي استخدمت لعلاج أرزولا التي تعاني من الشقيقة على مدار أكثر من 25 عاما.
ومن ميزات طريقة علاج الشقيقة باستخدام المحفز العصبي أنها تجعل المريض يستغني عن تناول الأدوية. فبواسطة أقصاب معينة يتم تحفيز أعصاب منطقة العنق بشكل دائم وبموجات كهربائية خفيفة. ويحول هذا التحفيز المستمر دون تفاعل الأعصاب بحساسية، ما يساعد على تخفيف حدة آلام الشقيقة، حسبما يوضح الطبيب هارموت غوبيل أخصائي علاج الآلام المستعصية. ويضيف غوبيل بالقول "نسعى إلى منع تصعيد الألم، ولكن عندما تكون هناك نوبة صداع لدى المريض نقوم بزيادة قوة التيار الكهربائي في المحفز، ما يخفف الألم كثيرا".
وبالرغم من أن المحفز العصبي لا يستطيع القضاء على ظاهرة الشقيقة تماما، إلا أنه يستطيع أن يخفف من عدد مرات ظهورها وحدة آلامها. وهو ما يجعل أرزولا مقتنعة بفائدة المحفز العصبي في علاج مشكلة الشقيقة لديها.