ضغوط العمل تدفع إلى الإدمان على المنشطات
٣١ أغسطس ٢٠١٣قبل وفاته عمل موريتس ثلاث ليالي متتالية قبل أن يُعثر عليه ميتا في غرفته في أحد فنادق لندن. كان موريتس يبلغ من العمر 21 عاما عند وفاته، ووفقا لتقارير إعلامية فإن المتدرب بأحد البنوك الاستثمارية كان يعاني من مرض الصرع وأجهد نفسه بشكل لا يطاق. حالة موريتس وما شابهها دفعت المفوضية الأوروبية في بروكسيل أيضا إلى التحرك. وفي هذا الإطار ترى نائبة الحزب الديمقراطي الاشتراكي في البرلمان الأوروبي يوتا شتاينروك بأن الموظفين الشباب لا ينبغي لهم أن يتعرضوا للإجهاد والاستغلال المفرط من أجل حصول الشركات التي يعملون بها على أرباح أكثر.
غياب مستمر عن العمل
هذه الحقيقة توصلت إليها أيضا شركة التأمين الصحي الألمانية (AOK) في تقريرها الذي نشر مؤخرا والذي تضمن إحصائيات عن الغياب المتكرر للموظفين عن العمل. وحسب هذا التقرير فإن الكثير من الألمان يلجئون لاستخدام العقاقير المنشطة لمواجهة التحديات التي تواجههم في العمل، وهو ما يؤكده نائب مدير المعهد العلمي لـ (AOK) هيلموت شرودر في حوار مع DWبقوله " خمسة في المائة من الألمان استهلكوا أدوية في الأشهر 12 الماضية مثل الأدوية النفسية أو الأمفيتامينات لتحسين أدائهم ومواجهة الإجهاد المهني". ويواجه الموظفون الشباب أكثر من غيرهم خطر استهلاك المنشطات لرغبتهم في المحافظة على قدرتهم الكبيرة على الأداء.
وتتسبب العقاقير المنشطة في مشاكل صحية مثل الصداع والغثيان والإدمان بالإضافة إلى إتلاف أعضاء الجسم. وحسب تقرير شركة التأمين الصحي فإن عدد الموظفين الذين غابوا عن العمل بسبب تناولهم المواد المسببة للإدمان ارتفع بنحو 17 في المائة بين 2002 و 2012.
ضغوط الإنتاج في الدول الصناعية
ترى النائبة في البرلمان الأوروبي شتاينروك في حوار مع DWبأن هذه المشكلة لا توجد فقط في ألمانيا وإنما تشمل أيضا جميع الدول الصناعية، وتمتد أيضا إلى فئة الطلاب الذين يتعاطى الكثير منهم للمنشطات خلال فترة الدراسة لتحسين أدائهم الدراسي، "ففي أمريكا على سبيل المثال يتعاطى 25 في المائة من الطلاب للمنشطات"، بينما تصل هذه النسبة في ألمانيا إلى خمسة في المائة. "وشعور الشباب بهذا الضغط الكبير لدرجة لجوئهم للتناول المنشطات هي مؤشرات تدق ناقوس الخطر"، كما تقول شتاينروك.
وفي حديث مع DWقال اتحاد نقابات العمال الألمانية بأن الكثير من التوتر والإجهاد المهني قد يؤدي إلى أزمات نفسية ويسبب الإدمان". وينطبق ذلك على الموظفين الذين يعانون من نزاع مع رؤسائهم في العمل أو من مضايقات، كما أن العمل لساعات طويلة قد يؤدي للاكتئاب والقابلية للإدمان. وهذا ينطبق بالخصوص على الموظفين الذين يشعرون بضغط كبير في العمل. فهذا الصنف من الناس حسب شرودر يعاني من توتر مستمر ويستهلك الأدوية والكحول باستمرار لذلك فهو يطالب أصحاب الشركات بمساعدة هؤلاء الموظفين على "حماية أنفسهم".
مسؤولية الشركات
ويطالب اتحاد النقابات أرباب العمل بتوفير ظروف عمل جيدة لموظفيهم ويعتبر ذلك أفضل وقاية لتجنب الإدمان. ويؤكد الاتحاد على أن ارتفاع نسبة مرضى الإدمان في ألمانيا سبب إضافي للدفع نحو حسين ظروف العمل وتأمينها وزيادة الأجور. " فالنقابة ومجلس الموظفين يكثفون من جهودهم لاكتشاف الضغوط النفسية التي يتعرض لها الموظفون في الشركات من أجل التصدي لها، غير أن جهود أرباب العمل لا تزال ضعيفة جدا بهذا الخصوص".
من جهته يرى رئيس المركز الألماني للإدمان بأن الشركات يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في صحة المريض من خلال تقديمها لدورات تدريسية تتضمن تمارين الاسترخاء والرياضة. ويمكن لهذه التمارين أن تتم داخل الشركة أو في مراكز رياضية خارجية تتكلف الشركة بمساعدة الموظف على دفع رسوم الاشتراك فيها.
السياسيون مطالبون أيضا بالتحرك
وترى النائبة في البرلمان الأوروبي شتاينروك بأن السياسيين مطالبون أيضا بالتحرك من أجل وضع المزيد من القيود أمام الوصول للعقاقير المنشطة وتقول بهذا الخصوص" علينا خفض كمية المواد المنشطة التي يمكن شرائها بدون رقابة عبر الإنترنت". والسياسية مطالبة بالتركيز أكثر على الوقاية، ويدخل في ذلك الرقابة القانونية لساعات العمل ووضع حد أدنى للأجور يتناسب مع متطلبات الحياة. وتطالب شتاينروك بضبط قانوني أفضل للأعمال المستأجرة وللتنقل الإجباري الذي تفرضه بعض الوظائف وهو ما من شأنه أن يخفف الضغط على العمال.