روسيا تحذر واشنطن من تدخل عسكري مباشر في سوريا
١ أكتوبر ٢٠١٦حذرت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الولايات المتحدة، اليوم السبت الأول من تشرين الأول/ نوفمبر 2016، من أن ما وصفته بـ "العدوان المباشر" على دمشق والجيش السوري سيؤدي إلى تحولات خطيرة . ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زاخاروفا قولها إن "العدوان المباشر" الأمريكي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى "تغيرات مخيفة ومزلزلة" في الشرق الأوسط. وتابعت قائلة: "قد يزيد السيناريو العراقي الوضع تعقيدا. نعلم أن الجيش العراقي شكل قاعدة لـ ـ"داعش" على الأرض".
يذكر أن مواقف روسيا والولايات المتحدة بشأن الوضع في سوريا متعارضة. وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سوريا في الآونة الأخيرة وقصفت طائرات حربية روسية اليوم السبت مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب. وتبادل الطرفان الروسي والأمريكي اللوم إثر انهيار هدنة قصيرة تم التوصل إليها الشهر الماضي بوساطة منهما. ومنذ ذلك الوقت تتهم روسيا بشن عمليات قصف عشوائية في مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة دعما لنظام الأسد الذي يسعى إلى السيطرة على كامل المدينة.
من جانبه، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون إن روسيا تخاطر بان تصبح دولة منبوذة في انتقادات لعمليات القصف التي تشنها في سوريا والتي تطال موظفي الإغاثة. وصرح جونسون لصحيفة "صن" أن الروس "يسقطون قنبلة وينتظرون خروج موظفي الإغاثة والمدنيين لسحب الجرحى من بين الأنقاض، وبعد ذلك بخمس دقائق يسقطون قنبلة أخرى". وقال إن الحكومة البريطانية لديها أدلة بان المقاتلات الروسية شنت مثل هذه الغارات". وأضاف: "لدينا ادلة تجعلنا نعتقد أن الروس يفعلون ذلك بأنفسهم". وأوضح: "نحاول توثيق ذلك بشكل تام لأن هذه في رأيي هي جريمة حرب لا تقبل الشك". وقال إن بريطانيا والولايات المتحدة تدرسان "مجموعة من الخيارات" الهادفة إلى زيادة الضغوط على موسكو.
وشددت الولايات المتحدة الجمعة على أن المحادثات مع روسيا في شأن سوريا لا تزال في "العناية المركزة" ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الأسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها. ولليوم الثالث على التوالي تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي لم يعلن ما إذا كان القصف على حلب (شمال) سيتوقف. وكان كيري أعلن الخميس أن بلاده توشك على تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السوري. لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر استخدم عبارة طبية بشكل مجازي الجمعة لإعلان أن المفاوضات لم تتوقف بالكامل بعد. وقال تونر إن المحادثات "في العناية المركزة لكن القلب لم يتوقف بعد".
ومنذ بدء الحرب في سوريا، رفض أوباما الذي يترك منصبه في (20 كانون الثاني/ يناير 2017) أي تدخل عسكري للولايات المتحدة، واختار بدلا من ذلك شن غارات جوية في إطار التحالف الدولي، وأوكل إلى كيري مهمة إيجاد حل دبلوماسي للنزاع مع روسيا.
ع.م/ ف.ي (د ب أ ، رويترز ،أ ف ب)