رغم تفهمها للمصالح التركيةـ برلين تطالب بوقف عملية عفرين
٢٤ يناير ٢٠١٨قالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية ألريكه ديمير اليوم الأربعاء (24 كانون الثاني/يناير 2018) إن الحكومة الألمانية "تنظر للتقارير التي تتحدث عن العملية العسكرية التركية في شمال غرب سوريا بقلق كبير". وطالبت الحكومة الألمانية بإنهاء المعارك والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وفي الوقت نفسه أشارت نائبة المتحدثة باسم الحكومة إلى "المصالح الأمنية المشروعة لتركيا في حدودها مع سوريا".
على صعيد متصل، دعا خبير شؤون السياسة الخارجية بالاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة ميركل، حلف شمال الأطلسي "ناتو" لاتخاذ إجراءات ردا على العملية العسكرية التركية في عفرين. وقال يورغن هارت إن ممارسة ألمانيا وحدها لضغط ليس كافيا، مشددا على ضرورة أن يتفاعل جميع شركاء حلف الأطلسي سويا.
وشدد أيضا على ضرورة طرح الموضوع في مجلس الناتو، لافتا بقوله: "إننا نعتقد أن الأمر قد يكون مخالفا للقانون الدولي؛ لأنه لا يتم الحفاظ على مبدأ التناسبية في مكافحة الإرهاب". يشار إلى أن مجلس الناتو يتخذ جميع القرارات المهمة للحلف.
يذكر أن الجيش التركي بدأ يوم السبت الماضي "عملية غصن الزيتون"، وهاجم مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين جوا وبالمدفعية أيضا، وتبع ذلك هجوم بري يوم الأحد. وبحسب تصريحات خبراء، تظهر دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد 2" في الصور الخاصة بالعملية العسكرية التركية في سوريا.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بتكتل الاتحاد المسيحي بالبرلمان الألماني إنه لابد من انتظار تحليل مفصل للأحداث وبيان من الحكومة التركية بهذا الشأن قبل اتخاذ أية قرارات أخرى حول صادرات أسلحة إلى تركيا.
من جانبه عارض البرلماني رولف موتسنيش خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا تحديث دبابات "ليوبارد 2" الألمانية في الجيش التركي على خلفية هذه العملية، وقال في تصريحات صحفية: "أعتقد أن ذلك سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت". كما طالب موتسنيش الناتو بمناقشة توغل القوات التركية في الأراضي السورية، وقال: "أرى أن هذا يندرج ضمن جدول الأعمال، لأن ما تفعله تركيا حاليا قد يرقى إلى نزاع دولي".
على صعيد متصل، دعت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض لسحب جنود الجيش الألماني من قاعدة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في قونيا في ظل العملية العسكرية التركية في عفرين. كما طالبت بوقف تصدير السلاح الألماني لتركيا فورا.
وقالت سارة فاغنكنشت في تصريحات خاصة لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية إن الحكومة الألمانية لا يمكنها استبعاد أن البيانات التي تم جمعها بواسطة طائرات الاستطلاع "أواكس" التي تنطلق من هناك يتم استخدامها لصالح ما وصفتها بـ "الحرب العدوانية" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الأكراد في سوريا، مؤكدة أنه "قد حان الوقت" لسحب القوات.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)