رامان - جمعية لمساعدة الطلاب السوريين الجدد في ألمانيا
٢ مارس ٢٠١٠"رامان كلمة كردية تعني الفكر أو التفاهم"، كما يوضح فوزي دلبار الطالب السوري الكردي الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة بون، وهو أحد مؤسسي جمعية الطلاب السوريين الأكراد في ألمانيا، التي تحمل اسم "رامان".
تأتي أهمية الجمعية من ضعف قدرة الجهات المعنية من جمعيات طلابية وهيئات جامعية على مساعدة الطلاب الأجانب الجدد وخاصة السوريين منهم، فغالبا ما تكون معرفة هؤلاء ضعيفة باللغة الألمانية إلى درجة لا تسمح لهم بشرح مشاكلهم بدقة، أو استيعاب نصائح هذه الجهات.
خدمات باللغتين العربية والكردية
تأسست جمعية رامان عام 2004 من قبل فوزي دلبار ومجموعة من رفاقه لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة. شكلت الصعوبات التي واجهوها عندما قدموا إلى ألمانيا من أجل الدراسة قاسمهم المشترك، وهو ما شكل في الوقت نفسه الدافع لتأسيس الجمعية، كما يتذكر فوزي دلبار: "فكرنا بتأسيس جمعية أو القيام بمبادرة لتقديم المساعدة والأخذ بيد الطلاب الجدد".
وهذا ما تفعله جمعية "رامان" منذ تأسيسها. فهي تقدم خدماتها للطلاب الأجانب في ألمانيا أو الراغبين بالدراسة فيها وخاصة للسوريين منهم. ومن الخدمات التي تقدمها معلومات أولية باللغتين العربية والكردية حول الدراسة في الجامعات الألمانية. "عندما تعطي في موقع البحث غوغل "الدراسة في ألمانيا"، فإنك قد تصادف موقع دويتشه فيلة الإلكتروني أولا ثم موقعنا." لذا تتم أغلب الاتصالات التي يقوم بها الطلاب مع الجمعية عبر الإنترنت، سواء كانوا في ألمانيا أو في بلدانهم الأصلية. لكن في بعض الحالات يتعرف الطلاب على الجمعية عن طريق زملاء لهم ساعدتهم الجمعية.
"مساعدة الطلاب السوريين أولا"
أحد الذين استفادوا من خدمة "رامان" هو شاويش الذي يدرس الطب في جامعة كولونيا. علم المذكور بوجود جمعية رامان عن طريق قريب له يدرس في ألمانيا. بعد ذلك لم يتردد في طلب المساعدة قبل مغادرة بلده الأصلي سوريا للحصول على معلومات أولية حول إمكانيات الدراسة الجامعات الألمانية. وبعد سفره قبل سنة ونصف تقريبا ساعدته "رامان" في حل العديد من مشاكله: "لو أنني لم أتعرف على الجمعية لكنت أعاني من أكثر من مشكلة مثل مشكلة السكن، أو صعوبة التعامل مع الألمان، لأن اللغة صعبة جدا كما أن مستواي اللغوي حينها لم يكن يكفي للمحادثة، في هذه الحالة من الصعب مثلا أن تتعامل مع موظف بنك مثلا".
وبعد وصوله إلى ألمانيا بأسبوع واحد، كان فوزي دلبار هو الذي اصطحبه إلى البنك لفتح حساب له، كما يروي الآن شاويش. وبمساعدة جمعية رامان استطاع أيضا التسجيل في دورة لتعلم اللغة الألمانية خلال الأيام الأولى من إقامته، كما قام بترتيب أموره مع مصلحة شؤون الطلاب في الجامعة ومع إدارة الأجانب، وتمكن من الحصول على سكن جامعي، كما يقول.
لكن هذه الخدمات القيمة التي تقدمها الجمعية يحظى بها بالدرجة الأولى الطلاب القادمين من سوريا، نظرا لقلة الإمكانيات المتاحة كما يوضح فوزي دلبار آسفا: "نحن طلاب نعمل وندرس في نفس الوقت. لذلك قررنا مساعدة الطلاب السوريين أولا بغض النظر عن المشاكل التي تواجهنا". ومن هذه المشاكل على سبيل المثال قلة الطلاب الذين يساعدون الجمعية على أداء مهامها.
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: ابراهيم محمد