دي مستورا ينتقد إخلاء مدن سورية ويعد مبادرة سياسية
١ سبتمبر ٢٠١٦أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا اليوم الخميس (الأول من أيلول/ سبتمبر 2016) عن انتقاده لـ "استراتيجية" إخلاء المدن المحاصرة في سوريا على غرار داريا في ريف دمشق، معلنا في الوقت نفسه عن إعداد "مبادرة سياسية" يعتزم طرحها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعلن دي ميستورا للصحافيين في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية إلى سوريا في جنيف: "أشاطركم مخاوفكم إزاء حقيقة أنه بعد داريا، هناك مخاطر بحصول أكثر من داريا ويمكن أن تكون هذه استراتيجية أحد الأطراف حاليا". وأضاف: "هل ينبغي أن نتجاهل واقع أن هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر ومعضمية الشام؟"، مذكرا بأن نحو 75 ألف شخص يعيشون في حي الوعر في حمص، في حين أن داريا تعد بضعة آلاف.
وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس عن إعداد "مبادرة سياسية" يعتزم طرحها خلال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر، فيما لا تزال المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة متعثرة. وقال دي ميستورا أمام وسائل إعلام في جنيف "نحن بصدد إعداد مبادرة سياسية ستكون مهمة، وبرأينا ستساعد الجمعية العامة على النظر بشكل أوضح إلى المشاكل السورية". لكنه رفض أن يقدم في الوقت الحالي أي تفصيل حيال المبادرة، مشيرا إلى أنه سيتم تفصيلها في الأسبوع الذي يسبق انعقاد الجمعية العامة السنوية. ولفت دي ميستورا إلى أن نيوزيلندا، التي ترأس مجلس الأمن حاليا، حددت الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر موعدا لعقد اجتماع على مستوى رفيع بشأن سوريا.
من جهتها، نددت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية في بيان باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها "تؤدي إلى تطهير سياسي وإثني". وقال منسق الهيئة رياض حجاب إن "النظام السوري، المدعوم من حلفائه الروس والإيرانيين، يواصل بلا هوادة خطة خبيثة ترمي إلى تنظيم تحولات ديموغرافية كبيرة على صعيد سوريا". وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس إن محادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس كبار تهدف إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في سوريا من المرجح أن تستمر حتى مطلع الأسبوع مع اشتداد حدة الصراع.
وفي مفاوضات منفصلة قال يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية إن الأمل لا يزال قائما في التوصل إلى هدنة منتظمة مدتها 48 ساعة في مدينة حلب بشمال سوريا للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء الحالات التي تستلزم رعاية طبية.
وقال دي ميستورا إن مسؤولين عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا استأنفوا المحادثات في جنيف أمس الأربعاء لإعطاء "قوة دفع جديدة وشديدة لوقف الأعمال القتالية". وتأتي محادثاتهم في أعقاب اجتماع طويل بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اللذين فشلا في التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي.
وأضاف دي ميستورا للصحفيين في جنيف: "المباحثات الجارية حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا على مستوى رفيع للغاية وعلى مستوى العمليات تتجاوز بدرجة كبيرة هدنة الثماني والأربعين ساعة في حلب". وقال إيغلاند إن الضغوط من جانب دول من بينها إيران والسعودية وتركيا هي فقط التي تستطيع أن تفتح الباب أمام المزيد من تسليم المساعدات الإنسانية. وأضاف: "من الضروري جدا أن نتوصل إلى اتفاق. جرى إبلاغنا اليوم أن هناك الآن أربعة آلاف حصة غذاء متبقية تكفي لعشرين ألف شخص وسكان شرق حلب ربع مليون."
ويعكس التفاوض جهودا دبلوماسية حثيثة لإحلال قدر من السلام وسط تصعيد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات في حلب وأماكن أخرى في سوريا، بينما تواصل قوات مدعومة من روسيا وتركيا وإيران والسعودية والولايات المتحدة القتال.
ع.م/ ع.ج (أ ف ب ، رويترز)